شتيمة فضل شاكر لبشار في مهرجان الرباط أوقعته في مكائد خصومه… أما المال الذي صرفه فكان من أجل أعمال إنسانية [الحلقة الثالثة]

62

كتب عوني الكعكي:

تحدثنا في الحلقتين الأولى والثانية من ملف فضل شاكر عن الأزمة التي سبّبها مهرجان الرباط عام 2012 عندما شتم فضل شاكر بشار الأسد، وتفاعل الجمهور معه.

كما أشرنا الى المضايقات التي تعرّض لها الفنان فضل شاكر من قِبَل حزب الله وحلفاء سوريا في لبنان، مما اضطره الى تغيير منزله، ليسكن قرب مسجد بلال بن رباح الذي كان إمامه الشيخ أحمد الأسير.

وها نحن في هذه الحلقة نبيّـن أنّ مبلغ المليون دولار الذي كان فضل يحمله عند هروبه الى مخيّم عين الحلوة صُرف على أمور إنسانية وجمعيات خيرية لا دخل لها بالسياسة.

وهنا أذكّر بالمقابلة التي سعى إليها صديقه الدكتور نبيل الشماع مع قناة الـL.B.C. في نيسان 2015 والتي أظهرت حقيقة موقف فضل المعادي للإرهاب… لأنه أجرى هذا اللقاء التلفزيوني رغم تهديده من بعض الإسلاميين في المنطقة.

وبالتركيز على المواقف الإنسانية لفضل شاكر، أذكّر تسديده مبلغ ألف دولار للمحامية م.ف. وذلك تبرّعاً لمنكوبي انفجار 4 آب.

إشارة الى أنّ فضل صرّح بأنّ جهة عرضت أن تضع في حسابه قبل العام 2012 عشرات الملايين من الدولارات، لكن فضل شاكر رفض العرض المقترح. مما يدلّ على زهده بالمال ونظافة كفّه وعدم قبوله أي رشى.

إلى ذلك، صرّح فضل يوماً بأنّ أباه وأمه، لو كانا على قيد الحياة، لما سجّلا أي خطأ في تصرفاته، لأنه كان إنسانياً بامتياز، حنوناً متعاطفاً مع الفقراء والمحتاجين والمساكين الى أبعد الحدود.

كذلك كان «طيّب القلب»، فقد أبرم توكيلاً لموكلته القانونية، التي ثبت بعد ذلك، أنها كانت تتقاضى أموالاً منه من دون القيام بأي عمله لأجله… ورغم تحذير الأصدقاء له من هذا الخطأ، استمر فضل في التعاون معها، حفاظاً على تنفيذ وعده لها.

من هنا، يتبيّـن أنّ فضل شاكر لم يكن ذا نزعة إرهابية، ولم يحمل حقداً على الجيش وأفراده، بل كان يشيد دائماً بشجاعة الجيش وصلابته… وتمسّكه بالحق… فهل من المعقول أن يرفع سلاحاً ضد الجيش في أي يوم من الأيام، وفي أي مكان…

وللتذكير فقط، أقول: ما إن وقعت معركة بين حزب الله وجماعة الأسير نتيجة استفزاز الحزب لجماعة الأسير، معركة أسفرت عن قتلى من حزب الله، حتى استغلّ حزب الله والعونيون الأمر، وزعموا كذباً أنّ فضل شاكر أطلق النار على الجيش وليس على حزب الله، وهم يهدفون الانتقام منه، لمعاداته للرئيس الهارب بشار الأسد ونظام حكمه في سوريا.

وللتذكير أيضاً وأيضاً أقول: إنّ قبل شهر من معركة عبرا في 23 حزيران 2013، حصل خلاف بين فضل شاكر وأحمد الأسير جرّاء عدم موافقة فضل على قيام أحمد الأسير بقطع الطرقات، فكان أن انقطع التواصل بين الطرفين.

وللتدليل على صحة هذه الرواية، فإنّ رئيس مخابرات الجيش في الجنوب اتصل بفضل شاكر، قبل أسبوع واحد من معركة عبرا، وطلب منه سرعة الانتقال من منزله في عبرا الى منزل آخر في صيدا. غير أنّ فضل لم يُدرك المغزى من ذلك، وتأخر في الانتقال الى صيدا.

إشارة أخرى الى أنّ أخبار فضل شاكر انقطعت بعد دخوله الى عين الحلوة، في الفترة بين منتصف العام 2013 وبداية العام 2015. وظنّ الناس يومذاك أنّ فضل ربما مات أو أصيب بعارض صحّي… هذا الانقطاع كان سبباً في قبول فضل شاكر إجراء مقابلته على قناة الـL.B.C. كما أشرت سابقاً.

وأخيراً… لو قارنا هذه الوقائع ببعضها في تسلسلها الزمني، وبين مواقف فضل الإنسانية والخيرية، وطيبة قلبه، لعرفنا بالتأكيد أنّ ما أُلصِق بفضل من تهم لا أساس لها من الصحة، وأنه جرى تحريفها وتشويه صورة فضل شاكر، للانتقام منه ومن مواقفه الوطنية والإنسانية.

وإلى اللقاء في الحلقة المقبلة

aounikaaki@elshark.com

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.