شروق وغروب – بقلم خليل الخوري – أبعد من اغتيال القادة: إسرائيل تغتال السلام

4

قبل أيام معدودة ارتفعت الأصوات المتشددة بين المسؤولين في السلطة والمعارضة داخل الكيان الإسرائيلي تطالب نتنياهو بالقضاء على قادة حماس الموجودين في الخارج… وتلك كانت رسالة الى مَن يهمه الأمر.

ويأتي استهداف قيادة حماس في قطر بدلالات كبيرة لا سيما أن الدوحة هي الراعية الفعلية لمفاوضات وقف إطلاق النار في غزة، وما زالت تؤدي هذا الدور منذ بضعة عشر شهراً، ولكنها زادت من وتيرة وساطتها في المرحلة الأخيرة بالتنسيق مع إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب الذي توجد لبلده قاعدة عسكرية مهمة في العاصمة القطرية. وهذا يطرح سلسلة أسئلة أبرزها: هل يمكن أن يرتكب نتنياهو هكذا عدواناً، على مقربة من القاعدة، من دون التنسيق مع الإدارة في واشنطن؟!. وبالتالي: هل إن العدوان هو إسقاط لمقترح ترامب، حول وقف النار في غزة، الذي كانت قيادة حماس تعكف على درسه.

وفي أي حال يبقى هذا العدوان بالغ الدلالات والخطورة وهو يستهدف دولة ذات سيادة ليس بينها وبين إسرائيل حال حرب.

وأياً كانت النتائج على أرض الواقع فالأرجح أن النتيجة الحتمية هي قتل الرهائن (الأسرى) العشرين الذين لا يزالون في عهدة حماس. ولقد أصابت إحدى أمهات الرهائن عندما توجهت الى نتنياهو بالقول: أنت لم تقتل قادة حماس وحسب، إذ إنك قتلت ابني أيضاً.

وإذا كان النهج الصهيوني ليس جديداً في عمليات الاغتيال في بلدان الخارج (اغتيال هنية في طهران وغير قائد من حماس في بيروت …)، إلا أن تكراره في قطر يتخذ أبعاداً بالغة الخطورة كونه يؤكد على أن دول المنطقة كلها معرّضة لأن تكون مسرحاً مكشوفاً للاعتداءات الإسرائيلية.

ولا بد من الإشارة الى أن نتنياهو كان، خلال العدوان، يخضع للمساءلة وهو قيد التحقيق في شأن اتهامه وزوجته بالفساد والارتكابات، فغادر الجلسة… وهذا مؤشر آخر على أنه وقّت التنفيذ مع زمن التحقيق القضائي، وسيظل يبتكر الظروف والذرائع التي تؤخر محاكمته…

ويبقى السؤال: من يحاسب هذا الوحش على جرائمه وعدوانه؟

khalilelkhoury@elshark.com

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.