شروق وغروب – بقلم خليل الخوري – أين صحافتنا اللبنانية من الذكاء الصناعي

0

مرة أخرى «نهرب» من الضغوط السياسية وملحقاتها الستراتيجية، وما أكثرها في لبنان والمنطقة، الى واقع آخر هو في ظاهره بعيد عن الأزمات والحروب والمخططات، ولكنه في الحقيقة هو نتيجة مباشرة لها وفي صلب تداعياتها.

وعليه أود أن أثير، اليوم، موضوع صحافتنا اللبنانية والذكاء الصناعي تحت السؤال الكبير: أين صحافتنا، هذه، من التعامل مع الذكاء الصناعي (AI) الذي بات عاملاً ساساً في الكثير من نواحي الحياة في مختلف أنحاء العالم، لا سيما في القطاع الصحافي/ الإعلامي عموماً، الى درجة أنه لم يعد في الإمكان تجنبه وإلّا كنا نرسف في التخلف بدلاً من مواكبة هذه التقنية التي يتعذر، منذ اليوم، التنبؤ بما ستكون مفاعيل (أو تداعيات) استخدامها وتطورها، علماً أن الخبراء في هذا المجال لا يجمعون على رأي واحد، بين مَن يتوقع المزيد من الراحة والأمان والاتكال على هذا الإنجاز العلمي الخرافي، وبين مَن يحذر من أنه سيصل الى يومٍ يطور ذاته بذاته ويستهدف الجنس البشري بأسوأ المصائر.

ولسنا في وارد الدخول في هذا الجدال المتروك للعلماء، ونعود على بدء الى صحافتنا ومدى اعتمادها على الذكاء الصناعي في مدار عملها. وبحسب معلوماتنا فإن الأمر لا يزال خجولاً جداً، في وقت نرى أن صحافة معظم بلدان الخليج العربية أخذت تعتمد على الـ AI اعتماداً كبيراً في مرحلة الإنتاج كلها، فإستخدام هذه التقنية يوفر الجودة والدقة والقدرة على المراجعة السريعة جداً، وأيضاً إنتاج الصور الافتراضية التعبيرية التي تدعم النص في غياب الصورة الفعلية.

والصحف ومختلف وسائط الإعلام، ذات تقنية الذكاء الصناعي، لم تعد ترسل أي مادة الى النشر إلا بعد أن تمر عبر الذكاء الصناعي، للتأكد من صحتها وخلوها من الأخطاء في المعنى والمبنى بما في ذلك أخطاء الإملاء والصرف والنحو الخ…

لا شك في أن الذكاء الصناعي سيأخذ، جزئياً على الأقل، مكان الإنسان، وربما سنصل الى يوم قد لا يعود بعيداً ينتهي دور البشر أمام هذه التقنية، والأخطر من هذا كله ربما نستفيق يوما على ثورة دموية يقودها الـ AI ضد البشر… ولكن، في الزمن الحالي فإن أي قطاع لا يعتمد هذه التقنية هو متخلف بالضرورة، ولسنا لنحمّل صحافتنا اللبنانية الكثير، ونحن نعرف ظروفها القاسية التي هي من ظروف البلد المعروفة، وبالتأكيد لا نقارنها (لا سيما من حيث الشكل والإنتاج) بصحف الخليج التي تعود ملكية معظمها الى الأُسَر الحاكمة والى الشركات والتروستات الكبرى… ولكن يحزّ في النفس أن نرى أنفسنا في ذيل القائمة ونحن كنا أهل الريادة في الصحافة والإعلام، وبالذات في تأسيس وإنشاء أكثرية الصحف الخليجية.

khalilelkhoury@elshark.com

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.