شروق وغروب – بقلم خليل الخوري – استعادة الثقة بلبنان مدخل حتمي للنهوض

11

قال الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي إن القاهرة ستسعى لإنسحاب اسرائيل الفوري من الأراضي اللبنانية المحتلة كلها . ورد هذا في خلال تأكيده : اننا ندعم لبنان . ومع أن موقف القاهرة ليس مستجِدّاً ، إذ هو تأكيد على ثوابت معروفة ومستدامة ، ولكنه يأتي في اعقاب القمة التي جمعته والرئيس جوزاف عون ، الذي لن يهدأ له بال قبل أن يبدّد الصورة السلبية التي تكونت في المشهد العربي عن بلدنا ، واستمرت طويلاً ، وكان من جرّائها اننا عانينا الكثير لاسيما أنها تقاطعت مع مواقف دولية (بالذات أوروبية وأميركية) .

الزيارات التي قام ويقوم بها رئيس الجمهورية أقليميا ودوليا تهدف ، في الطليعة ، الى تقديم وجهٍ لبنانيٍ آخرَ : وجه لبنان الذي هو مع الإجماع العربي والانفتاح على العالم كما كان دور لبنان ، وكما يُفترض أن يعود : بعيداً عن الأحلاف والانحيازات التي أسهمت في العزلة شبه التامة التي وقع فيها لبنان .

ويقتضي الإنصافُ الإقرارَ بأننا ، نحن اللبنانيين ، نتحمل المسؤولية المباشرة في ما آلت اليه أحوالنا من إنهيارات شاملة في مختلف القطاعات والمجالات بِ”فضل” الطاقم السياسي الذي عشّش الفساد في معظمه ، فتعامل مع الوطن وكأنه “مزرعة داشرة” ، فلم يترك أركانه خطيئةً في حقه إلّا ارتكبوها ولا موبقةً إلّا أقدموا عليها ، من دون أن يرفّ لأيٍّ منهم جفنٌ ، حتى ذاع صيتهم في الزوايا الأربع من المعمورة ، وضُرب بهم المثل ، ل”قدرتهم  الفائقة” على الإيغال في الفساد والإفساد ، وباتوا حديث وسائط الإعلام العالمية ، كونهم بزّوا أكثر الدول فساداً في هذه الدنيا ، لدرجة أنهم “نجحوا” بامتياز ، بل تفوّقوا في هذا المضمار ، وهبطوا بمنزلة لبنان الى أدنى الدرجات ، ما انعكس أيضاً على جواز السفر اللبناني ، الذي صار (ومن كبير أسف نقولها) أشبه بالمهتّة في غير مطار ومرفأ .

في أي حال الأكيد ان المجهود الذي يبذله رئيس الجمهورية يجب أن يرافقه برنامج اصلاحي عصري ينهي ، بشكل قاطع ، ما فعله حكم الميليشيات في هذا البلد ، على امتداد العقود الثلاثة وأكثر ، التي كافأ فيها الميليشياويون أنفسهم بأن أمعنوا في تدمير مقومات صمود البلاد والعباد ليثروا  ، ثراءً فاحشاً ، على حساب حقوق اللبنانيين في الحياة العزيزة الكريمة.

khalilelkhoury@elshark.com

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.