شروق وغروب – بقلم خليل الخوري – الأميركي: السلاح فالسلام وإلّا فلا إعمار أو قيامة

14

يلخّص ديبلوماسي أوروبي غربي الموقف الأميركي من لبنان ببضع نقط يقول إنها تحظى بإجماع أوروبي وحتى عربي، وهو لا يستبعد أن يكون المسؤولون اللبنانيون قد تبلغ بعضهم هذا الموقف بالتفصيل الممل، وبعضهم تبلّغه بالخطوط العريضة. أما النقط الأساس فهي ثلاث تتفرع منها التفاصيل وما أكثرها:
النقطة الأولى: «حتمية» تخلي حزب الله عن السلاح. والثانية: «حتمية» معاهدة السلام مع العدو الإسرائيلي. والثالثة: إعادة الإعمار.
وأن النقط الثلاث يجب أن تتوالى تباعاً بالتراتبية الواردة أعلاه.
في النقطة الأولى «يجب» أن يكون لبنان خالياً من السلاح «غير الشرعي». وفي المفهوم الأميركي وغيره لا يكون السلاح شرعياً إلا إذا كان «محتكراً» من الجيش وسائر القوى والأجهزة العسكرية والأمنية الرسمية. وبالنسبة الى الأميركي فهو لا يدخل في القاموس اللبناني حول «تسليم» السلاح أو «التخلي» عنه أو «نزعه». فهذا شأن لبناني. إذ إن المهم هو ألّا يكون في يد الحزب. وهنا ثمة إضافة واضحة وصريحة: إذا لم يتم ذلك لبنانياً فإن الحرب ستكون مفتوحة من أجل تحقيقه. وباب الانتظار ليس مفتوحاً، وإن لم يكن محدداً بمهلة زمنية قصيرة.
بالنسبة الى النقطة الثانية أي السلام بين لبنان والعدو الإسرائيلي فالأميركي واضح الى أبعد الحدود: لن يكون انسحاب من التلال الخمس من دون تحقيق السلام. والأكثر: ربّما يتوسع الوجود الإسرائيلي العسكري في مناطق أكثر امتداداً، «على الأقل» في جنوبي الليطاني. وأمّا مزارع شبعا فترفض إسرائيل مجرّد البحث فيها لأنها في نظرها ليست لبنانية. (والجدال في هذه المسألة معروف) وإذا كان من حوار حولها فليكن بين لبنان وسوريا «وليس معنا» يقول العدو.
أمّا النقطة الثالثة وهي إعادة الإعمار فلن تكون ما لم تكن النقطتان الأوليان قد أُنجزتا بالتمام والكمال. وهذا الأمر تعرفه البلدان الخليجية العربية التي تُبنى عليها الآمال العريضة لإعادة الإعمار. ويقول الديبلوماسي الأوروبي الغربي أن الدول الخليجية ليست متحمسة للإسهام في إعادة الإعمار أو لتحمل أعبائها كلها، وهي غير معنية بإقامة السلام أو التطبيع بين لبنان وإسرائيل، ولكنها معنية جداً بألّا يبقى السلاح مع الحزب بأي شكل من الأشكال. وهذا أيضاً موقف معروف ومعلَن.
ويختم: لم تردني معلومات دقيقة عمّا دار من نقاش بين رئيس المجلس النيابي نبيه بري ورئيس الحكومة نواف سلام الذي استقبل الأخير إثر مباحثاته مع رئيس الحمهورية جوزاف عون في القصر الرئاسي، ولكنني أقدّر أن الحديث دار حول الموقف الأميركي من سلاح الحزب، والمعلومات الضئيلة التي تلقيتها تفيد أن بري يمكن أن يكون فاعلاً في «تليين» موقف الحزب.

khalilelkhoury@elshark.com

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.