شروق وغروب – بقلم خليل الخوري – الأوضاع في سوريا: كأننا في لبنان
يجد مراقب الأوضاع والتطورات في سوريا، بمستجداتها كافة، كأنه في لبنان في عمق أزماته. حتى القاموس المعتمَد في التوصيف يكاد أن يكون ذاته. على سبيل المثال، لا الحصر، نذكر الآتي:
على الصعيد المعيشي الأزمة خانقة، والمواد الغذائية الأساسية شبه مفقودة، وهي ليست في متناول أكثرية السوريين، وفي حال تواجدها فإن القدرة الشرائية للحصول عليها محدودة جداً. أي أن الأمن الغذائي في أزمة قائمة وبيّنة…
وعلى صعيد الطاقة الكهربائية فإن الشكوى مرتفعة ومتزايدة، والكثير من المناطق تمر عليها أيام، وأحياناً أسابيع، من دون الإمداد بالتيار الكهربائي…
أما على صعيد البنى التحتية في الطرقات والمجاري والأرصفة الخ… فإنها في حالٍ سيئة جداً. وليس ثمة قدرات أو إمكانات لإجراء أعمال الصيانة الدورية.
الى ما هنالك من أوجه الشبه العديدة بين الأحوال السورية وأحوالنا في لبنان، لا سيما كما كانت في مراحل تفاقم أزماتنا، وإنْ طرأ عليها بعض التحسن في المرحلة الأخيرة عندنا.
وثمة أمر آخر مشترك هو انهيار العملة وتراجع قيمتها أمام العملات الأجنبية وبالذات ازاء الدولار الأميركي، إضافة الى فقدان الليرة السورية الكثير من قيمتها الشرائية.
وأيضاً ضيق سوق العمل في سوريا، ما يضاعف كثيراً من مستوى البطالة، وهو ما نلمسه في تدفق السوريين على بلدان الجوار، وفي طليعتها لبنان، بحثاً عن العمل في قطاع البناء وأيضاً في الأعمال المتواضعة، وكذلك في المطاعم والمنتجعات الخ…
وثمة قاسم مشترك بين البلَدين وهو نغمة الطائفية والمذهبية. وربما كانت هذه المعزوفة معروفة في أيام النظام السابق، إلّا أنها لم تكن علنية كما هي عليه اليوم لأسباب تعود الى سطوة النظام الأسدي… وقد تضاعفت، في هذه الأيام، جرّاء المجازر وأحداث الساحل وجبل العرب (السويداء) والكنيسة، وعمليات القتل على الهوية.
وإذا كانت مسألة تقسيم سوريا قديمة، إلّا أنها لم تكن متداوَلة في الداخل، أما في هذه المرحلة فهي على كل شفة ولسان في الشارع السوري. وباتت كلمات التقسيم والفيدرالية واللامركزية الموسعة «على الموضة».
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.