شروق وغروب – بقلم خليل الخوري – الانتشار اللبناني ملحمة نضال وتفوق
اتصل الدكتور ج . و المقيم في الولايات المتحدة الأميركية ليقول لي إنه سيمضي بضعة أيام في لبنان الذي يرى أنه أمام احتمالين لا ثالث لهما: المشي بخطة ترامب أو رفضها وأي، سعي خارج إطاريهما هو مجرد سراب وعبث… مع أن لكل منهما نتائج وتداعيات (…).
الدكتور ج . هو أستاذ جامعي من أصل لبناني، هاجر جده الى «أميركا» في أواخر القرن التاسع عشر، فحطّ رحاله في الولايات المتحدة قبل أن ينطلق الى البرازيل ليفتح «تجارة» على قد الحال، إذ هي كناية عن «كشّة» يحشوها بالإبر والخيطان والكشاتبين والأزرار، ويدور على مناطق الضواحي ويبيع البضاعة من النساء في الأحياء الفقيرة… ولقد فتحها الله في وجهه و «جمعَ قرشين»، فكان المبلغ الزهيد كافياً لكي يعود الى بوسطن ويجاور أسرة لبنانية متواضعة مهاجرة، مثله، ثم يتزوج إبنتها «منّوش»، ويرزقه الله عيلة (على الطريقة اللبنانية) مكوّنة من خمسة أبناء وصبيتين. أحد الأبناء الخمسة ورث عن أبيه التجارة الذي كان الجد قد حولها من «الكشة» الى دكان محدود الإمكانات، ولم يلبث الابن أن توسع في التجارة، وفتحها الله في وجهه، ليصبح مالكاً متجراً كبيراً تناسل فروعاً في عشرات الولايات، بعد أن تزوج وأنجب صبيين وبنتاً واحدة. كبير الولدين تخصص في السياسة والاقتصاد، وصغيرهما هو الأستاذ الجامعي القدير المتخصص في القانون الدولي والمعاهدات الدولية.
معرفتي به قديمة، فهو من جيلنا، وكثيراً ما التقينا في بلد الأرز كما في بلاد «الأنكل سام». وآخر لقاء كان قبل أيام حيث أمضى بضعة أيام في ربوعنا قبل أن ينطلق الى اليابان ليلقي محاضرة في إحدى الجامعات الكبرى في موضوع: «لماذا لن تنفجر الحرب النووية؟». وعرفت أنه يتقاضى مبلغاً عالياً جداً مقابل هذه المحاضرة.
واقعاً، أردت أن أضوّي على هذا النموذج من الانتشار اللبناني، لمناسبة الكلام على قانون الانتخابات النيابية، وآلية مشاركة لبنانيي الانتشار فيها.
وبعد، لم أذكر اسم هذا الرجل، لبناني الأصل، المتفوق بناء على طلبه، واكتفيت بالحرف الأول من كلَي الاسم الشخصي والعيلة.
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.