شروق وغروب – بقلم خليل الخوري – التحالف الأميركي – السوري منعطف المنطقة الجديد
لم تمر سوى ثلاثة أيام على إعلان الرئيس الانتقالي السوري أحمد الشرع أنه حليف الولايات المتحدة الأميركية حتى كشف الموفد الرئاسي الى سوريا (السفير المعين في أنقره ) توما البراك عن أن واشنطن ودمشق اتفقتا على العمل، معاً، لمحاربة الإرهاب لا سيما المتمثل بحركة «داعش». وتوافق هذا مع الزيارة التي قام بها الشرع الى الولايات المتحدة الأميركية التي اعتُبرت ذروة المسار الإيجابي بين البلدين في هذه المرحلة التي أعقبت إطاحة نظام آل الأسد الذي استمر نصف قرن ونيّف. وعلى أهمية الزيارة فإنها تركت علامات استفهام كبيرة أقله حول الأسلوب البروتوكولي (أو الخارج على بروتوكول استقبال الرؤساء) الذي كان لافتاً جداً، من حيث إدخال الشرع الى البيت الأبيض من الباب الخلفي، وليس من الباب الرئيس حيث يُفترض أن يكون الرئيس دونالد ترامب في الاستقبال، بوجود حشد من ممثلي الصحافة وسائر وسائط الإعلام. ما فتح باباً واسعاً جداً على التفسيرات الكثيرة التي توقف الكثير المحللين والديبلوماسيين عند بعضها: وفي المعلومات والتحليلات أن الرئيس ترامب تعمد إدخال الرئيس الشرع، بالأسلوب الذي بات معروفاً، مثل العملة ذات الوجهين: الوجه الأول، كأنه يقول له: أنت صرت من أهل البيت الأميركي وبالتالي تدخل المقر الرئاسي وكأنك واحد من أهل هذا البيت ومن أصدقاء الرئيس. أما الوجه الثاني فدليل على حرص ترامب على أن يعي الشرع أن دون الدخول من الباب الرسمي مهام ومواصفات يجب أن يتحلى بها، وكأنه يقول له: أولها أن تكتسب الشرعية السورية فتكون رئيساً منتخَباً، وثانيها أن تحقق وعودك المقطوعة لنا وللمجتمع الدولي، وفي طليعتها إنهاء وجود دور داعش على الأراضي السورية، والتطبيع التام الناجز مع إسرائيل. وعندما يتم ذلك ستُفتح لك أبواب البيت الأبيض على مصاريعها . ومن الطبيعي الاستدراك أن ترامب لم ينطق بهذا الكلام من شفتيه، ولكنه «قاله» بأسلوب الاستقبال. ولو لفظه مباشرة، لما كان متوقعاً من الشرع أن يجيبه: وهل فاتك يا السيد الرئيس ترامب ما أكّدت عليه السيدة الأميركية الأولى، سابقاً، هيلاري كلينتون أن دولتكم هي التي ابتدعت داعش في جملة إبداعاتها؟! في أي حال تبقى «الأيام حُبلى ليس يُدرى ما تلد». فبعد اكتشاف (وتفشيل) محاولتين لاغتيال الرئيس الشرع من إعداد داعش، تبقى سوريا في دائرة الغموض على الأقل، لا سيما أن الجار التركي الفاعل برئاسة رجب طيب أردوغان غير راضٍ عن مجريات الأمور فيها هو ليس في وارد تقليص نفوذه داخلها… ويبقى الجار المعتدي الفاجر برئاسة بنيامين نتنياهو يتوسع في داخلها ويقيم التحصينات ويرفض فكرة الانسحاب، ليس من الجولان المحتل فحسب (الذي طوّبه له ترامب) إنما من مشارف دمشق على الأقل. والى أن تستعيد سوريا كامل عافيتها (ومشكلاتها المصيرية أكثر من أن تُحصى) سيبقى الشرق الأوسط يعاني، وسيبقى لبنان يتألم جنوباً وشرقاً وشمالاً…
khalilelkhoury@elshark.com
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.