شروق وغروب – بقلم خليل الخوري – التطور الإيجابي البارز: عون للجيش: ردّوا!

10

لم ينتظر الاحتلال طويلاً للرد على الموقف الإيجابي تجاه السلطة عموم والجيش اللبناني خصوصاً الذي بدر من لجنة «الميكانيزم»، فبعد ساعات معدودة حوّل سماء الجنوب وأرضه الى مسرح لاعتداءاته وجرائمه الوحشية، وأخطرها، في تقديرنا (وكلها بشع وخطِر)، هو دخول بعض من عناصره مقر المجلس البلدي في قرية بليدا، حيث كان أحد الموظفين الأبرياء، وهو مدني، مستسلماً الى النوم، فأطلقوا عليه النار ليسقط شهيداً لهذه الوحشية التي باتت صفة ملتصقة بالعدو الهمجي.
ولعل أبلغ ما تبع ذلك، أمس، الأوامر والتوجيهات التي أصدرها رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون الى الجيش، وهو القائد الأعلى للقوات المسلحة، بموجب النص الدستوري الصريح، ليتصدى للعدو. نعرف أن لا مجال لأي نوع من توازن القوى بين جيشنا وجيش العدو في المجالات كافة من حيث القدرات والأسلحة والذخائر والتكنولوجيا الخ… باستثناء شكيمة الرجال العالية والموصوفة في ضباطنا والعناصر، ولكننا نعرف بداهةً أن الرئيس لم يعلن حرباً على العدو، ولا هو يدعو الى معركة مفتوحة معه، إلا أنه يأمر الجيش بأن يقف الى جانب المدنيين الذين لا يزالون عرضة للاعتداءات التي لم تنقطع يوماً. ولا نزيد اي إضافة في شأن عسكري لا نملك خبرة فيه، فقط أردنا أن نعبّر عن التأييد، من موقع المواطن العادي، لهكذا موقف رئاسي.
ولكن، ما هو دور لجنة «الميكانيزم» أمام هذه الاعتداءات التي ليس لها أي مبرر، والتي يأتي الاستمرار فيها تأكيداً على أن العدو يضرب عرض الحائط، كعادته أبداً، بالقوانين الدولية والأنظمة، والمعاهدات، والقرارات… فمن باب أولى أن يهزأ من الوعود التي تلقاها الجانب اللبناني من هذه اللجنة المفترَض أن معالجة الخروقات الإسرائيلية هي في صلب دورها ومسؤوليتها، وكان قد تردد بعد اجتماعها الأخير أن الجانب اللبناني أثار موضوع الخروقات الهائلة والاعتداءات التي لا تنقطع من جانب العدو، فتفهم سائر الأعضاء الشكوى، وتعهدوا (لا سيما الأميركي بينهم) أن يسعوا لدى المعتدي…
ونأمل ألا تكون جريمة بلدية بليدا والاعتداءات المتعددة على لبنان، أمس، هي الرد الإسرائيلي. وفي اقتناعنا نرى أن هذا هو الواقع المؤلم.

khalilelkhoury@elshark.com

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.