شروق وغروب – بقلم خليل الخوري – الحرب في سماء العرب وهم في غياب مريب
ليست إيران، ولن تكون، أقرب الى العرب من غزة، ولا هي أعزّ على قلوبهم منها. وإذا كانت مواقف التضامن مع فلسطين وغزة بالذات قد اقتُصِرت على بيانات الشجب والاستنكار وإرسال قوافل الإغاثة (عندما «تتكرّم» الحكومة الصهيونية بالسماح بوصولها الى الشعب الغزاوي المقهور المظلوم، ومع ذلك الصامد)، فلن تحظى إيران بأكثر من اتصالات مماثلة ليس إلّا.
وعندما كانت غزة في الواجهة لم تكن ردة فعل الشعوب العربية لتوازي ردود أفعال الكثير من شعوب دول مختلف أنحاء العالم.
والمؤلم أن غزة تحولت اليوم الى مسلخ بشري بكل ما لهذه الكلمة الموجعة من معنى. ذلك أن آلة القتل والدمار الصهيونية لم تتوقف، إنما ازدادت شراسة وارتفعت وتيرة وحشيتها مع استعار أوار الحرب على إيران وكأن العدو المحتل يغتنم خطف هذه الحرب الأضواء من غزة ليرتكب مجازر لا تتوقف حاصداً قوافل الشهداء، يومياً، بمعدل مرتفع جداً. ولولا صيحات حاضرة الفاتيكان وارتفاع صوت قداسة البابا لاوون الرابع عشر لخُيِّل للجميع أن غزة هادئة مطمئنة وأن شعبها ينعم بالأمان والسلام ورغد العيش.
والمؤلم هذا المشهد العربي المخزي إزاء تطورات غزة المستمرة والحرب على إيران المرتفعة الوتيرة. وبالنسبة للعرب كأن حدَثَي غزة وبلاد فارس يجريان في عالم آخر لا صلة له بعالمنا.
وبينما يمضي جزار العصر بنيامين نتنياهو في ارتكاب المذابح، ترتفع أصوات في العالم والإقليم تعارض بحياء وخجل، كي لا نقول: بخوف! والدليل الأبرز هو الموقف الروسي – التركي الذي اتُّخِذ بالاشتراك بين زعيمَي البلدين فلاديمير بوتين ورجب طيب أردوغان اللذين لم يُزعجا خاطر نتنياهو بأكثر من كلام يدعو الى وقف إطلاق النار، ومع ذلك استثارا حفيظة «بيبي»، الذي ينطلق من دعم أميركي لامحدود، لا سيما أن الرئيس ترامب ونتنياهو خططا (باعترافهما) لخديعة إيران بالنسبة الى مفاجأتها بموعد الحرب… وأصلاً، قالت العرب: «الحرب خديعة»!
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.