شروق وغروب – بقلم خليل الخوري – الحرب ليست قدَراً ولا بديل عن التوافق
يكاد لا يمر يوم واحد من دون أن يتردد الكلام على أن لبنان ماشٍ الى الوقوع في الهاوية التي هي الحرب الأهلية! إذ ليس من وسيلة إعلامية لا تذكرها مراتٍ عديدةً سواء أفي صحف الورق أم على شاشات التلفزة أم في مختلف وسائط التواصل الاجتماعي والإعلام الالكتروني بأنواعه كافة. حتى يُخَيّل للمتلقين أن البلد قاب قوسين أو أدنى من انطلاق الشرارة.
بداية لسنا نعيش في كوكب آخر، وندرك بداهة تعاسة الأوضاع ودقتها وصعوبة تجاوزها. كما نعرف أن الضغوط الشديدة والمكثفة التي يواجهها اللبنانيون جميعهم، وفي مختلف مجالات الحياة هي أكبر من قدراتهم، وأن الأعباء (بما فيها المخاوف) الملقاة على الهاتف هي أكثر ثقلاً من الطاقة على الاحتمال الخ… ولكننا في الوقت ذاته ما زلنا نؤمن بأن ثمة مجالاً، وإن محدوداً، أمام مساعي الخروج من المأزق الناجم عن أزمة مصير سلاح حزب الله. وفي تقديرنا أن الحزب ضنين بلبنان ولن يسمح بأن يتحول الى سببٍ موجب لإنفجار أمني يُعرٓف كيف ينطلق ولكن لا يُعرف كيف يتطور، وبالتأكيد لا يُعرف كيف ينتهي. وأما الشيء الوحيد المعروف سلفاً فهي التداعيات التي ستكون، بالتأكيد، سلسلة كوارث تتناسل مخازيٓ وبشاعاتٍ وآلاماً ودماءً ودموعاً…
وفي المقابل إننا على ثقة بأن رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون لن يسمح بأن يبدأ عهده بهكذا تجربة مفجعة، وهو الحريص على وحدة الأرض والشعب. وهو لم يقسم اليمين الدستورية من حيث البروتوكول وحسب إنما إيماناً منه بكل حرف وكلمة، وهو الآتي من مدرسة الجيش التي هي عنوان الوفاء للبنان بأطيافه كلها. وأيضاً لا يخطر لنا في بال، على الإطلاق، أن الحكومة بعيدة عن هذا النهج. وأما الرئيس نبيه بري الذي يرفض أن يُرشق الجيش بوردة، فموقفه أكثر من واضح، ولقد يكون في طليعة العاملين على أن تمر هذه المرحلة بخير وسلام وأمان، ولا نقول بأقل الأضرار. وهو في أي حال بدر منه غير موقف وإشارة ورفض للمظاهر غير المقبولة. ولكن، في آنٍ معاً، نأمل أن يكون سائر الأفرقاء على هذين المنوال والاقتناع…
بعد، غداً جلسة مفصلية لمجلس الوزراء، فلتكن واحة صفاء ونقاء وعنواناً مشرقاً لتجاوز الأزمة الكبرى. وهذا ممكن إذا حسنت النيات وصدقت الطوايا.
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.