شروق وغروب – بقلم خليل الخوري – الدور الأوروبي في احتواء حرب إسرائيل على إيران
على ذمة تقرير (خاص ، غير رسمي) أعده سفير أوروبي في فلسطين المحتلة، وزوّد أحد أصدقائه في لبنان بنسخة منه، فإن العدو الإسرائيلي غير مطمئن «كفايةً» الى الموقف الأميركي، ليس فقط لأن التقلبات في مزاج الرئيس دونالد ترامب تثير تساؤلات كثيرة، بل كذلك لأنه لا يخفي اهتمامه الكبير بفتح أبواب إيران، أمام الأميركيين، على استثمارات خرافية الضخامة، كان يأمل التوصل إليها بإسقاط النظام الذي يبدو صعباً، حتى الآن، فبات يرى احتمال تحقيقها من خلال أركان هذا النظام الذي أضحى جلّ همه منصبّاً على الخروج من المأزق الواقع فيه ولو على يد «الشيطان الأكبر»…
يحدث هذا، وفق التقرير إياه وسط انفجار حربي كبير يحمل في طياته بذور إنفجار أكبر بسبب مثلث عدم الثقة الذي قاعدته تتمثل في الأميركي وهو يتبادل «الشك» مع الضلع الإيرانية والريبة مع الضلع الإسرائيلية ، فيما كلتاهما تتبادلان الكراهية وتضمر كل ضلع منهما الأحقاد الى الضلع الأخرى…
ومع أن لا شيء ثابتاً في السياسة، ولا سيما سياسة الكبار (وأكبرهم ترامب)، ولأن إيران محشورة في زاوية مدلهمة الظلام، فلقد رضخ الإيراني والإسرائيلي الى الأمر الواقع فوافقت طهران على محادثات جنيف، عصر أمس، أي على لقاء وزير خارجيتها كلّاً من وزراء خارجية فرنسا وبريطانيا وألمانيا، وأبلغت إسرائيل الى الجانب الأوروبي عدم معارضتها هذا اللقاء، وإن متحفظة، بانتظار النتائج التي قد تصدر عنه.
في هذا الوقت بلغ التصاعد ذروته في الميدان، واعتمد الإيراني أسلوباً مزدوجاً في قصف الكيان العدو على امتداد رقعة فلسطين المحتلة، مستخدماً أسلحة متطورة. وهذا الأسلوب بدّل في المعادلة فأصبحت «خفضاً في كمية الصواريخ والمسيرات التي توجهها الى منطق الاحتلال، وفي المقابل ارتفاعاً في الفاعلية والنوعية»… والمثال الأكثر حداثة ما كشف عنه جيش الاحتلال حول الصاروخ الذي استخدمته طهران أمس والذي يتشظّى قبيل وصوله الى هدفه بثوانٍ الى ستة وعشرين صاروخاً…
واللافت في شكل واضح تراجع رافاييل غروسي مدير عام الوكالة الدولية للطاقة الذرية عن اتهاماته الى إيران في شأن برنامجها النووي، فمن جهة أكد أنه لم يخرج عن «الكونترول»، كما كان قد قال أمام مجلس الأمن الدولي في مطلع هذا الأسبوع، ومن جهة ثانية حذر من تبعات القصف الإسرائيلي على المنشآت النووية الإيرانية لجهة احتمال خطر تسرب الأشعة.
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.