شروق وغروب – بقلم خليل الخوري – السؤال: هل يلتزم نتنياهو اتفاق وقف النار؟

4

أثبت الإطلاع على ما تيسر من وسائط الإعلام أن ثمة سؤالاً مركزياً طرح ذاته بقوة على معظم المحللين، إن لم يكن عليهم كلهم، وهو: هل سيلتزم بنيامين نتنياهو وقف إطلاق النار في غزة، أو إنه سيتعامل معه بأسلوبه الذي بات مكشوفاً ومعروفاً؟ والذين تابعوا الأبحاث العديدة حول هذه النقطة، توصلوا الى شبه إجماع على خلاصة واحدة، مفاده: لا. لن يلتزم.

ولفتني أن عشرات الأمثلة التي ضُربت للتأكيد على الخلاصة أعلاه، استندت الى اتفاق وقف إطلاق النار في لبنان الذي يتصرف الاحتلال ازاءه باعتباره حبراً على ورق. وإذا كنا نتحدث، في لبنان، على «يروحوا يبلّوه ويشربوا زومو»… تبين أن الإسرائيلي هو الذي طبّق هذه المقولة علينا. فهو ليس فقط لم ينفذ الاتفاق، بل إنه يعتبره حرباً مفتوحة، فآلاف الخروقات هي ما يتجاوز تسمية الخرق الى عدوان من دون حدود بكثافته ونتائجه الكارثية التي تطاول دون توقف البشر والحجر والمنشآت والمصانع وبساتين الزيتون الخ…

واللافت أكثر ان رئيس اركان جيش الحرب الاسرائيلي اعلن ، امس بالذات ، انه أصدر اوامره الى العسكر لتدمير  الأنفاق في غزة فور اكتمال مسألة تبادل الاسرى …

أضف الى ذلك أن الكيان العبري في فلسطين المحتلة، بطبيعته، لا ينمو ويعيش إلّا في الصراع المتواصل، فهو في أساس تكوينه نشأ على الدم والمجازر، ولا يلائمه أي مناخ للسلام والاعتدال.

ورداً على القول إن ثمة ضماناً عالياً ومرموقاً عربياً وإقليمياً ودولياً للإلتزام بوقف النار في غزة… يأتي الرد على هذه الأقوال من تجربة لبنان أيضاً. فالكلام على ضمانة الأميركي والفرنسي لتثبيت وقف القتال في لبنان سرعان ما سقط بالممارسة الإسرائيلية ليلاً ونهاراً. وسقط كذلك بالضربة القاضية الأميركية على لسان الموفد الرئاسي الأميركي توما البرّاك الذي نفى وجود أي نوع من أنواع الضمانة. وأما القول إن نتنياهو سيتهيب الموقف لا سيما أن مؤتمرَ قمة مهيباً سيُعقد اليوم الإثنين في شرم الشيخ ويترأسه الرئيسان المصري عبد الفتاح السيسي والأميركي دونالد ترامب. ولكن التجربة المزمنة ترد على هذا الاستدراك بأن الإسرائيلي استمرأ أن يُحيل حتى القرارات الدولية العليا الى سلة المهملات.

khalilelkhoury@elshark.com

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.