شروق وغروب – بقلم خليل الخوري – السبت ينتهي «الماراتون» ثم الى «النيابية» درّ
المرحلة الرابعة الأخيرة من سباق البلديات والمختارين تصل الى خط النهاية يوم السبت المقبل، ليكتمل العقد في لبنان كله بما يتجاوز الرابحين والخاسرين ليؤكد على أن لبنان هو الذي انتصر في هذا الاستحقاق، كبير الأهمية، على صعيد إدارة شؤون الناس المحلية في قراهم وبلداتهم ومدنهم، وهو تحدٍّ أخذه العهد على نفسه، وشاركته الحكومة فيه، ليعترف الجميع بأنه شكّل نقلة نوعية في تعامل السلطة، بمقاماتها وإداراتها المعنية وجيشها وقواها الأمنية، بتأدية دورها بمسؤولية وأمانة وجب الإقرار لها بهما، مع التنويه بما تحمّله وزير الداخلية من كامل المسؤولية، بصدق وأمانة وإشراف مباشر على الكبيرة والصغيرة، من دون ضجة مفتعلة أو «بروباغوندا» تافهة.
الواقع المؤسف الذي سيلقي بظلاله الثقيلة على المجالس البلدية الجديدة هو ما سيطغى منذ اجتماع العمل الأول لكل منها، عندما يصطدم تنفيذ المشاريع بالواقع المالي الذي يكاد أن يقارب الصفر في الكثير منها، وما فوق الصفر بقليل في سواها. وتلك هي المسألة: فالنيات الحسنة لا تحقق بنىً تحتية، ولوائح المشاريع الطويلة ستبقى حبراً على ورق، أو نصوصاً في الحواسيب، ولن تجد طريقها الى التنفيذ إلّا نادراً. وهذه المسألة يجدر التوقف عندها والعمل على إيجاد حلول لها. ولربّما يكون الحل بقروض من صناديق عربية وأجنبية، وهذا شأن متروك للسلطات المعنية أن تعمل عليه.
إذاً، يوم السبت المقبل تحل المرحلة الرابعة في محافظتي الجنوب والنبطية، ويُسدل الستار على العمليات الانتخابية ليُفتح الباب، واسعاً، على الاستحقاق الانتخابي الآخر، أي النيابي الذي سيبدأ العمل عليه، بجدّية، ابتداءً من يوم الأحد المقبل، وفق معايير مختلفة كلياً، نظراً الى التباين، كبير التأثير، بين قاعدة الأكثرية التي أُجريت عليها الإنتخابات البلدية والإختيارية والقاعدة النسبية التي تقوم عليها الانتخابات النيابية، بحيث يكون من الخطأ الجسيم إسقاط نتائج تلك على هذه. وهو أمر معروف ومحسوم.
ومن اليوم الى «النيابية»، بعد سنة تماماً (في شهر أيار من العام 2026 المقبل) لن يكون ثمة تعديل أو تبديل في الواقع الحكومي، وبالتالي فإن الحكومة الحالية هي التي ستُشرف على العملية الانتخابية، و «الأيام حُبلى ليس يُدرى ما تلدُ» في الأثني عشر شهراً المقبلة، لا سيما ما يتعلق بتداعيات الحرب. وفي التقدير أنه إذا لم تطرأ أي تطورات دراماتيكية، فإن لبنان مقبلٌ على مرحلة من الهدوء والطمأنينة والازدهار اشتاقها منذ عقود طويلة… فهل تتضافر الجهود في سبيل تحقيق ذلك، أو أننا سنظل راسفين في «التعتير والبهدلة» والظلام، بينما الجوار كله والإقليم كله أيضاً والمنطقة برمتها تتجه الى حيث تشرق شمسها؟!.
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.