شروق وغروب – بقلم خليل الخوري – «الصخرة» الـ 267 على كرسي بطرس

0

يؤمن مليار و 500 مليون كاثوليكي، حول العالم، بأن الروح القدس هو الذي أوحى الى مجمع الكرادلة أن ينتخبوا البابا الجديد، وهم الذين دلفوا الى روما من مختلف أصقاع الأرض في زواياها الأربع ليتوصلوا الى انتخاب هذا البابا الذي اختار لنفسه اسم لاوون الرابع عشر. وهؤلاء الكرادلة وعديدهم 133 كاردينالاً من أصل 135 (إذ تخلّف اثنان لدواعيَ صحية) لا يعرفون بعضهم بعضاً باستثناء قلة منهم، لا سيما أن البابا الجديد لم يكن اسمه مطروحاً ولا متداولاً بين التسعة كرادلة الذين كانت أسماؤهم متوقعة في الترجيحات، مثال الكاردينال بياترو بارولين أمين سر حاضرة الفاتيكان، (بمثابة رئيس الوزراء) وسواه، هؤلاء اختاروا البابا الجديد «ليجلس سعيداً على كرسي بطرس» (الرسول الذي اختاره المسيح من بين تلاميذه الأحد عشر ليكون على رأس الكنيسة، قائلاً له: يا بطرس أنت الصخرة وعلى هذه الصخرة أبني بيعتي، وأبواب الجحيم لن تقوى عليها). ولقد ارتقى الى كرسي بطرس 266 بابا قبل لاوون الـ14 منذ صعود المعلم الإلهي الى السماء وحتى اليوم…
لم يخرج البابا الجديد عن نهج سلام المسيح. وقد حفل كلامه المختصَر، في إطلالته الأولى، إثر إعلان تتويجه، بترداد كلمة السلام مرات عديدة محدّداً مفهومه: سلام أعزل، سلام نزع السلاح (حول العالم قاطبة)، سلام متواضع ولكنه ثابت، سلام من عند الله «الذي يجمعنا جميعاً من دون شروط، لأن الله يحبنا كلنا»، ثم ليؤكد على أن الشر لن ينتصر. وأما الكنيسة فواحدة تسعى الى السلام الذي كان واضحاً في مفهوم قداسته إذ ربطه بالعدل، وتسعى أيضاً الى الحوار…
بهذه العبارات السريعة، اختار «خليفة بطرس» أن يقدم ذاته ونهجه كحبرٍ أعظم على قاعدة ثلاثية الأركان: المحبة والعدل والسلام. وهي المبادئ التي انتهجها الرسل الأحد عشر والقديس بولس في فجر المسيحية، في سائر البلدان المعروفة آنذاك ليُدخلوا الملايين في كنيسة الرب من دون أن يكون في يد أي منهم أي سلاح، إذ إنهم حققوا ذلك بالحوار والدعوة الى المحبة والسلام والعدل. وقد دفع بعضهم حياته جراء التمسك بالإيمان وسلام المسيح، فعاقبهم الحكام والأباطرة الوثنيون بأبشع انواع القتل، هم والمسيحيون الأوائل…

khalilelkhoury@elshark.com

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.