شروق وغروب – بقلم خليل الخوري – العدوان على قطر هُتك السر وبقي الغموض

4

لم يعد ثمة سر في أنه بعد العدوان الإسرائيلي على قطر. بات كل شيء على المكشوف. حتى الأكاذيب التي طلع بها نتنياهو وفريق عمله سرعان ما تساقطت واحدة إثر الأخرى. فقد تراجع الطرف المعتدي عن مزاعمه وادعاءاته بأن رئيس الولايات المتحدة الأميركية لم يطلع على العدوان سلفاً. والواقع أن السردية «الجديدة» التي اعتمدها العدو، بعد ساعات قليلة على العدوان، تضمنت أن نتنياهو أبلغ الى الرئيس دونالد ترامب بالتفاصيل الكاملة قبل وخلال وبعد هذه الجريمة الدولية الموصوفة… وأنه ليس من باب المصادفة أن يُطلق زعيم البيت الأبيض على اغتيال القادة في حركة حماس صفة التصرف النبيل.

ولم يعد ثمة سر في المعلومة، بالغة الوقاحة، التي كشفت أن الطائرات الخمس عشرة التي نفذت العدوان على قطر تزودت بالوقود من القاعدة الأميركية في قطر بالذات! وجاء هذا التوصيف المقيت بعدما تبلغ الجانب الأميركي معلومات «أكيدة» من الجانب الصهيوني تفيد بأن قيادة حماس قد أبيدت عن بكرة أبيها. وفي مجال هتك الأسرار أن نتنياهو أكد للأميركي بأنه سيواصل اعتداءاته الهمجية، وأن العدوان الأخير الذي لم ينجح في تحقيق غايته ليس آخر المطاف، وأن ثمة محاولات أخرى ستكون أكثر دقة وفاعلية، على حد ما بثته إحدى قنوات التلفزة العبرية في فلسطين المحتلة.

ومع إن كل شيء حول هذا العدوان الفاجر صار «عالمكشوف»، يبقى الغموض يحوط التوقيت. بل لعله يصيب الرئيس ترامب بالذات ليس فقط لأن استهداف قيادة حماس خارج فلسطين المحتلة جرى في قطر البلد الأكثر صدقية في تعامله مع الحليف الأميركي، والأكثر جدية في تقديم خدمات مهمة للأميركي(…) إنما خصوصاً لأن في اللحظة الزمنية الحاسمة لوقوع العدوان كان القياديون الحماسيون يدرسون الأفكار التي تقدم بها ترامب باسمه كمشروع للهدنة في غزة. والاجتماع معلن عنه قبل وقت… فكيف يقبل الأميركي بهذا الخرق يطاوله شخصياً، بشكل أو بآخر؟

في أي حال لعلنا نفتح هلالين لنتذكر كيف أن الرئيس الأميركي أمضى أشهر ولايته كلها حتى الآن وهو يضع مواعيد للهدنة في غزة ثم يتراجع عنها ليضرب مواعيد بديلة، في وقت تواصل إسرائيل سياسة الإفناء والتدمير… ومٓن لم تقتله الطائرات والصواريخ والدبابات من أبناء القطاع الصامد المناضل، قتله التجويع.

khalilelkhoury@elshark.com

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.