شروق وغروب – بقلم خليل الخوري – العيون على الانتخابات والقلوب على الاستقرار
السباق المحموم ينطلق نحو هدف واحد هو الانتخابات النيابية ويبقى موقع الارتكاز لكل حراك، وهو لا يزال على الحال التي أبدع في توصيفها الرئيس الراحل المرحوم كميل شمعون، ذات زمن جميل، عندما قال عن الاستعدادات للاستحقاق النيابي: «الشباب، (ويقصد بهم المرشحين المهرولين في سباق المارتون الى جنة ساحة النجمة) يتنفسون انتخابات ويهجسون انتخابات ويأكلون انتخابات… حتى إذا ما ناموا راودتهم كوابيس الانتخابات، ليستيقظوا على ضرب طبولها».
وكان الصحافي الكبير المرحوم حنا غصن بين الحضور، فاستأذن الرئيس شمعون ليتحدث قائلاً: لقد فات فخامتك أن تذكر ما يلحق بالأكل والشرب كنتيجة. أدرك شمعون ما رمى إليه غصن، الذي كان متقدماً في العمر مثله، فرد عليه ممازحاً: نحن، أنت يا حنا بك وأنا، بلغ بنا العمر عتيّاً، وبات يزعجنا ما بعد اكتمال دورة الأكل والشرب، لأن ثالثهما صار «بيقطّش». (والمعنى في قلب القارئ) !
وفي عود على بدء نشير الى أن الماكينات الانتخابية تعمل بنشاط مثالي على مستوى المرشحين في المناطق كلها، ولا سيما لدى حزب التيار الوطني الحر وحزب القوات اللبنانية اللذَين يُعترف لهما بأن كلّاً منهما أعاد «تزييت» ماكينته الانتخابية و»تشحيمها» في مختلف المناطق اللبنانية، منذ غداة انتهاء العمليات الانتخابية السابقة.
وليس في الأمر أي سر بأن التنافس الأكبر، في الساحة المسيحية، هو بين هذين الحزبين، وكل منهما يريد أن يثبت أن خياراته صحيحة وأن الاحتكام الى صنديق الاقتراع هو الفيصل.
فالقوات يريد أن يؤكد على أنه أصبح سيد الساحة المسيحية شعبياً، والتيار يريد أن يؤكد على أنه لا يزال الرقم الصعب. وينسحب الأمر ذاته على أحزاب وقيادات ومتنافسين في المناطق كافة تقريباً. إلا أن التحدي الأكبر هو على مناطق الجنوب والبقاع وضاحية بيروت الجنوبية التي سيخوض فيها حزب الله معركة مصيرية بكل ما للكلمة من معنى. وهو يراهن على أن شعبيته لم تتراجع، في وقت يرى خصومه أنه فقد الكثير من زخمه الشعبي، وإذ يقرون بأن التراجع ليس كبيراً لكنهم يذهبون الى حد الزعم أن زخم العلاقة بينه وبين الشطر الآخر من الثنائي الشيعي، أي الرئيس نبيه بري وحركة أمل، آخذ في التراخي. وهو ما يعتبره الثنائي أضغاث أحلام، كما جزم أحد القياديين البارزين الذي أكد لنا أن الثنائي سيخوض الانتخابات موحداً في الدوائر كلها.
في المقابل يؤكد العارفون أن الصراع على مصير سلاح حزب الله يدخل أحد جوانبه في المعركة الانتخابية فالحزب يعرف وخصومه يعرفون ويراهنون على أن الوصول الى الاستحقاق النيابي والحزب من دون سلاح ستكون نتائجه مختلفة الى حد بعيد.
في غضون ذلك ثمة مخاوف مما تروجه أطراف عديدة، لاسيما عبر مواقع التواصل الاجتماعي وتسهم فيه شخصيات وهيئات معروفة حول المزاعم التي تحذر من استحقاقات أمنية بالغة الخطورة في الأسابيع والأشهر المقبلة ما ينعكس بالضرورة على مصير العملية الانتخابية.
وليت أصحاب الشؤم هؤلاء يوقفون هذا النعيق.
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.