شروق وغروب – بقلم خليل الخوري – الفتنة نائمة لعن الله من يوقظها

8

كان لبنان في حاجة ماسة الى كلام كالذي توجه به، أمس، الرئيس نبيه بري الى اللبنانيين في ذكرى تغييب الإمام السيد موسى الصدر ورفيقيه. إذ في هذه المرحلة المحمومة وهذه اللحظة الحرجة، وفي وقت تبدو الحكمة غائبة، والعقل الجمعي في إجازة، والأحقاد تتحكم بالمواقف، والالتزام بتعليمات الخارج (كي لا نقول بالأوامر الخارجية) في هذا الوقت تحدث الرئيس بري بلغة العقل والحكمة، وهو الذي كان يتكلم من مواقعه كلها: رئيساً للسلطة التشريعية وواحداً من قطبٓي الثنائي وقائداً لحركة «أمل»، وزعيماً وطنياً الخ … ليتناول الوضع اللبناني الدقيق بمسؤولية رجل الدولة الذي يدرك أن الجميع يرنو إليه ويترقب كل كلمة ينطقها، فلم يخيّب آمال الذين يبحثون عن عاقل يقدم إليهم جرعة أملٍ يبدو البلد في أمس الحاجة إليها.
توافق هذا الكلام الرصين مع ارتفاع منسوب الفتنة بالتحريض على حرب أهلية، سيان أكان العاملون على تأجيج نيرانها هم الذين كانوا من أدواتها ذات زمن، أم اولئك الذين لا يعرفون ما هي ويلاتها والمصائب والكوارث التي هي من تداعياتها.
إن الحرب الأهلية، أيها اللاهثون وراءها، هي المأساة التي لن ينجو من ويلاتها أحد ليس فقط على مستوى الأطياف والجماعات وإنما الأفراد أيضاً. وهي التي تبدأ بين طرف وآخر لتصل الى أن تنشب داخل الطرف الواحد والحي الواحد والبيت الواحد… ليتهم يذكرون ويعقلون.
كما يتوافق كلام نبيه بري مع تصعيد في الاعتداءات الإسرائيلية على لبنان بنمطية واضحة… ومن مهازل هذه الحقبة أن الإسرائيلي حاول، أمس بالذات، تبرير عملياته الواسعة بالكلام على حصول خرق من الجانب اللبناني!
فعلاً إنها سخرية القدر! فالإسرائيلي يتهم اللبناني بخرق اتفاق وقف إطلاق النار! وتبلغ هذه السخرية ذروتها بأن ثمة أفرقاءٓ لبنانيين يتبنون هذا الإدعاء الكاذب والمكشوف على عينك يا تاجر…
وما أكثر التجار في هذا الهيكل اللبناني.

khalilelkhoury@elshark.com

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.