شروق وغروب – بقلم خليل الخوري – اللبناني الأصل توما البرّاك وضع الإصبع على الجرح

19

لفتني في الكلام المسهَب الذي أدلى به الموفد الرئاسي الأميركي، لبناني الأصل، توما البرّاك ما يتجاوز موضوع سلاح حزب الله والقرار الأممي 1701 والتطورات السورية… الى شغفه بلبنان وتطلعه لأن يعود الى وضعه ودوره واستخدامه توصيف «سويسرا الشرق» الذي كان يُطلق على هذا البلد الذي ركبته التعاسة والحزن، وتحكّما به منذ نحو ربع قرن.
وعلى طريقة «سميّهِ» الرسول توما، أراد أن يضع الإصبع على الجرح ليتأكد من أن ما أطلعه عليه الرئيس العماد جوزاف عون، هو فعلاً الجواب اللبناني على الورقة التي قدّمها، باسم الإدارة الأميركية في وقت قريب لاحق، وعاد أمس على رأس وفد يضم عضواً بارزاً في الكونغرس الأميركي قيل لنا إنه اقترحه في الوفد على الرئيس ترامب ليطلع عن كثب على تعقيدات الوضع اللبناني وصعوبة اتخاذ القرارات، دفعاً للمزايدات التي يلجأ إليها «أصدقاء إسرائيل» في الكونغرس على البيت الأبيض للتحريض على لبنان لمصلحة الاحتلال.
وأعود على ما استهليتُ به هذا المقال حول ما لفتني، في كلامه، خارج مضمون الورقة الأميركية والجواب اللبناني، وهو ورد في معرض حديثه عن لبنان عندما تحدث عن النجاح اللبناني في الخارج قائلاً إنه لو وُجد لبناني في الصحراء لحوّلها الى واحة، بينما هو لا يفعل ذلك في داخل وطنه من أجل رفعته.
يا سيّد توما برّاك، نعرف أنك تعرف سبب ما آلت اليه أوضاعنا، فتخلف لبنان بينما ازدهرت دبي وأبو ظبي اللتين استشهدتَ بهما في حديثك، فتقدمتا بينما فاتنا القطار… وهذا الواقع تقع مسؤوليته على الطاقم السياسي الذي تحكّم بنا منذ عقود ما بعد الحرب وحتى اليوم، فاجتاحنا وغزانا ونهبنا وأسقطنا وأُتخِم على جوع الناس، وازدهر على تعاسة الناس، وباع واشترى على حساب الكرامات، وأسقط سُلّم القِيَم، ولم يترك أحداً في هذا العالم يتفوق عليه في الفساد… والأنكى أنه يُحاضر فينا ويلقي علينا الدروس في الصدق والأمانة والوطنية ومكارم الأخلاق، على طريقة «ما أفصحها عندما تحاضر في العفة»!..
وتبقى كلمة شكر لتوما البرّاك على إيمانه بمستقبل لبنان إذا عرف اللبنانيون كيف يلتقطون الفرصة التاريخية السانحة. والسؤال: هل يفعلون؟

khalilelkhoury@elshark.com

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.