شروق وغروب – بقلم خليل الخوري – المرأتان م.ف. و ز.ش. انموذج لزمن الميليشيات
يأخذ عليّ أصدقاء أنني ربما أبالغ في انتقاد الميليشيات و«الثقافة» التي عمّمتها في لبنان، منذ أن سلّموها مقاليد البلد في سابقة لا مثيل لها في تاريخ الشعوب، فتحوّل هذا الوطن المنكوب الى مزرعة للفساد والموبقات كلّها والأشداق المشرّعة على التهام المال الحرام بأبشع الأساليب والسُبل، فكان أن سادت «ثقافة» الإثراء غير المشروع «كيفمكان»، على حساب القِيم والأخلاق والمبادئ الإنسانية، حتى ولو حصل ذلك بالنهب والقتل بالسلاح على أنواعه، حتى بـ «سلاح» الدواء المزوّر والمهرّب والمغشوش.
وبلغ الأمر بإمرأتين حد السماح لنفسيهما أن ترتكبا مثل هذه الجرائم فقط من أجل المال الحرام علماً أن وضعهما الإجتماعي لا يشي بعَوَزٍ ولا حتى بضيق حال.
وعندما نتحدث عن شمولية ثقافية مجرمة وحقيرة فلأن المرأتين ليستا حالاً خاصًة، لا سيما في مجال الدواء ليتبين أن نحواً من 700 صيدلية متورطة في جريمة الدواء المغشوش والمزور كما أوردت «النهار» أمس في تقريرٍ موفّق على قدر كبير من الأهمية لما تضمنه من معلومات قيّمة، يكشف بعضها كم أن الأشداق المشرعة على المال الحرام لا تشبع مهما أُتخمت، ويكفي الكلام على مبيع أحد أدواء السرطان وهو مجرّد كبسولات ليس فيها من الدواء شيء، فقط هي تحتوي على ماء وملح؟!. فهل أفظع من هذه الجريمة، وهل أحقر من مرتكبيها تصنيعاً وترويجاً ومبيعاً؟!.
فقط أود أن أتوجه الى المرأتين المعنيتين في هذه الجريمة، من دون تبرئة المئات المتورطين لا سيما الصيادلة إذا ثبتت تهمة التورط… فإلى المرأتين أقول: من أي طين جُبِلْتا كلتاكما؟ وأين رميتما بقلبيكما، وبأي حجرٍ صلد استبدلتاهما؟ أوليس لكما أقارب (أبناء وبنات، أشقاء وشقيقات، آباء وأمهات)؟ أإلى هذا الحد أعمى بصيرتيكما الطمعُ والجشع وشهوة المال الحرام؟ ثم ألم تحسبا حساباً لعارٍ تلحقانه بذويكما؟ أو أن التوغل في الخيانة أعماكما؟!.
وبوضوح وإصرار مباشرين حتى الفجاجة نحذّر من تمييع هذه الجريمة البشعة جداً، ونعرف أن فخامة الرئيس جوزاف عون والحكومة يوليانها أهمية قصوى، فنطلب سرعةً، لا تسرّعاً، في التحقيق لإحقاق الحق وتطبيق العدالة. ونكرّر:
حذارِ اللفلفة والتمييع.
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.