شروق وغروب – بقلم خليل الخوري – الموقف الأميركي المتشدد هل يشكل خطراً على العهد؟
ثمة ملاحظة لافتة جداً في ما يذهب اليه «الذباب الالكتروني» الذي يعتبر موالياً للقرار الأميركي في لبنان، والمتمثلة في حملة على العهد تكاد أن تكون غير مسبوقة في شراستها، مع المفارقة الفاقعة وهي إن هذه الحملة تلتقي، وربما تتماهى مع تلك التي تستهدف رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون من جهات ومنصات تابعة، أو على الأقل موالية لحزب الله.
أما أن يلتقي خطاب القوات اللبنانية مع تصعيد اللهجة الأميركية فهذا أمر مفهوم، وإن كان يدعو الى كثير من التأمل والتساؤل…
وعندما كان الموفد الرئاسي الأميركي السفير توما البراك يستخدم الكلام عالي السقف في انتقاد الموقف اللبناني الرسمي، كان البعض يسارع الى تفسيرات وتحليلات تبين لاحقاً أنها بعيدة عن أرض الواقع: فمن القول إن البراك طارئ على الملف اللبناني لأنه موفد، أصلاً، من أجل الملف السوري. الى قائل إن الرجل في دور موقت وينتهي مفعول كلامه بانتهاء الدور بانتقاله سفيراً لبلده في أنقره الخ…
ثم تبين أن أوساطاً عدة قد لا تنطق في الشأن السياسي اللبناني إلا من منطلق علاقتها بالأجهزة الأميركية(…) وهؤلاء، لا سيما لبنانيي الأصل بينهم، تضيق بهم شاشات التلفزة ومواقع التواصل الاجتماعي، قد أخذوا يرفعون لهجتهم، في هذه الأيام، ضد السلطة في لبنان، ويستهدفون بالذات فخامة الرئيس جوزاف عون… وكما قلنا، فإن معظمهم لا ينطق من رأسه…
هل هذا كله مجاني؟ طبعاً لا نقصد الثمن المادي وحسب، إنما نقصد الثمن السياسي بالتحديد، الذي تتمايز الطموحات إليه، ولا نبالغ إذا زعمنا أن بعضه مرتفع جداً. ونكتفي، حالياً، بهذه الإشارة. ولعلنا نعود، في مقالات لاحقة، الى هذه النقطة بالذات، والى الأهداف بالغة الخطورة، التي قد تكون مرصودة في الخواطر وربما في الملفات أيضاً… وكذلك الوسائل، على أنواعها، لتحقيق تلك المخططات والأهداف.
وفي أي حال يجب أن يكون التفاف حول العهد ورئيسه، ولا بأس أن يكون الرئيس عون قد اكتشف، باكراً، هشاشة التوافق بين الذين التقوا على انتخابه رئيساً للجمهورية، لغايات مختلفة. وهذه في حد ذاتها إيجابية.
khalilelkhoury@elshark.com
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.