شروق وغروب – بقلم خليل الخوري – الوقت سلاحٌ ضاغط ولكنه ذو حدٍ واحد

26

درجت السرديات على اعتبار أن «الوقت سلاح ذو حدَّين»، أي أن الرهان على إيجابياته قد يحمل في طياته مخاطر سلبية. أما اليوم فإن الرهان على الوقت في مسألة سلاح حزب الله فهو سلاح ذو حدٍّ واحدٍ هو السلبية، لأن الاستحقاقات الداهمة أكبر من أن يتحمل لبنان تداعياتها على مستوى صعدان عدة:
على صعيد الضغط الأميركي الذي يبدو أن القرار فيه هو في يد الرئيس دونالد ترامب شخصياً ومباشرةً. فالرجل يستعجل إنهاء حالة الحرب بين كيان الاحتلال وجيرانه كافة الذين لم يبقَ منهم (قانونياً) إلا غزة ولبنان وسوريا. أمّا غزة فالمساعي الأميركو/عربية قد قطعت أشواطاً بعيدة نحو إعلان هدنة الستين يوماً كمنطلَقٍ لتمديد يدوم ويدوم ويدوم… وأمّا سوريا فالحكم فيها بقيادة الرئيس الشرع قد التزم موقفاً حاسماً، برعاية وحماية أميركية وبمباركة أوروبية وبموافقة عربية، بأن لا يقيم أي مواجهة مع إسرائيل. ويبقى لبنان الذي تطلع علينا فيه كل يوم بل كل ساعة «خبرية» تناقض ما قبلها حول المدى الذي وصل إليه التفاهم داخل الثنائي الشيعي حول مسألة تخلي حزب الله عن السلاح. وأيّاً يكن الموقف النهائي، فيُفترَض الأخذ في الاعتبار أنه إذا أراد الرئيس ترامب، فعلاً، أن يراعي المصلحة اللبنانية العليا، فالمطلوب منه أن يضغط كي يقابِل ذلك موقفٌ بانسحاب العدو من التلال الخمس، أو أقله بإلزام الإسرائيلي بموعد حاسم لتنفيذ الانسحاب.
إلّا أن الوقت يضغط على لبنان بقوة لا سيما لجهة إعادة إعمار ما دمرته الحرب، بعدما ثبت، يقيناً، أن الدول العربية المؤمَّل منها أن تُسهم في القسط الأكبر من تكلفة إعادة الإعمار لن تُقدم على إنفاق فلس واحد ما لم تنتهي مسألة السلاح ليصبح خارج مستودعات الحزب. علماً أن هذه الدول لا تتوقف عند كيف يكون التخلي عن السلاح: أبالمبيع من جهات خارجية؟ أم بتسليمه الى السلطة اللبنانية؟ أو حتى بشحنه الى إيران.
واللافت أن عامل الوقت ليس مفتوحاً، فالقرار الذي يجب أن يُتّخَذ في شأنه مداه فقط مسألة أيام، والموفد الرئاسي الأميركي على الأبواب، وعودته المرتقَبة بين يوم وآخر تقتضي جواباً لبنانياً يتسلمه فور وصوله، ويأمل الأميركي أن يكون بالإيجاب، وخصوصاً بِـ …الإجماع الثلاثي (عون وبري وسلام).

khalilelkhoury@elshark.com

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.