شروق وغروب – بقلم خليل الخوري – برج دونالد ترامب في عاصمة الأمويين

0

تتوالى تفاعلات انتخاب دونالد ترامب رئيساً جديداً/ قديماً للولايات المتحدة الأميركية في العالم كله وليس على المستوى الأميركي الداخلي فحسب، إلّا أن المنطقة الأكثر تأثراً هي إقليمنا الشرق أوسطي، ولا سيما لبنان وسوريا. ولقد تكون تطورات ومستجدات الحدث السوري الكبير من أبرز تلك النتائج التي بلغت ذروتها بالتوازي مع الزيارة التاريخية التي قام بها الزعيم الأميركي الى ثلاثي المملكة العربية السعودية ودولة قطر والإمارات العربية المتحدة، وما تخللها من مباحثات واتفاقات واستثمارات خرافية، وآخر ما أعلن عنه ترامب بنفسه هو أن الدوحة ستستثمر عشرة مليارات دولار فقط في القاعدة العسكرية (الجوية) في أراضيها. إنها أرقام مذهلة فعلاً، تؤكد مرة أخرى على أن سيد البيت الأبيض الحالي هو زعيم العالم قولاً وفعلاً من دون أي منازع.

وبقدْرِ ما كانت مشاركة الرئيس الإنتقالي السوري أحمد الشرع في قمة الرياض قد خطفت الأضواء، فإن من تجلياتها إعلان زعيم القطب العالمي الأوحد أن الشرع أعرب عن رغبته في إنشاء «برج ترامب» في قلب العاصمة دمشق. وليس ما يجعل الرئيس الأميركي منتشياً أكثر من هذا التكريم، فراح يكيل المدائح الى «نظيره» السوري مغرقاً إياه في بحر من جميل الأوصاف مثال: رائع وقوي ومقاتل الخ… ولكن مَن يقرأ بين السطور يتبين من دون أدنى شك أن «شيك» هذه الأوصاف يجب أن يُصرف في بنكٍ ما وهو إقامة علاقات كاملة مع إسرائيل وتبادل السفارات والسفراء بين دمشق وتل أبيب وفق ما تقاطعت عليه عشرات مواقع الإعلام والتواصل الاجتماعي، وهذا جوهر «المشروع الإبراهيمي» الذي يروّج له الرئيس ترامب منذ نحو عقد من الزمن، في ولايته الأولى. في أي حال هذا الهدف الرئيس من «الشرق الأوسط الجديد»، والذي يشمل في تفاصيله أيضاً أن يكون الكيان الإسرائيلي مرتاحاً مطمئناً الى جوارٍ شبهِ خالٍ من السلاح الهجومي وحتى الدفاعي الفعّال. ويذهب خبراء عديدون الى إضافات بات الإطلاع عليها ومعرفة تفاصيلها في متناول مَن يشاء ومنها: تهويد القدس وفلسطين المحتلة كلها ومنح الجنوب السوري إدارة ذاتية على أن تكون حلب تحت النفوذ التركي على الأقل. الى أمور أخرى تتناول القضاء على ما تبقّى من النفوذ الإيراني في المنطقة الى ما هنالك من أمور بالغة الأهمية…

في هذا الوقت لم يشأ نوابنا الأشاوس أن يناقشوا اقتراحَ قانون معجلاً مكرّراً حول عودة النازحين السوريين الى بلدهم، بعدما زالت، بسقوط النظام السابق، أسباب مغادرتهم الى الخارج أمنياً وسياسياً واقتصادياً، والسبب الاقتصادي سقط بإسقاط ترامب العقوبات المفروضة على سوريا.

khalilelkhoury@elshark.com

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.