شروق وغروب – بقلم خليل الخوري – بما أن الكل راضٍ أوقفوا هذا التصعيد

4

أسعدنا أن نرى (في الظاهر على الأقل) شبه الإجماع على قرار مجلس الوزراء الذي «رحّب» بالخطة التي عرضها قائد الجيش العماد رودولف هيكل المتضمنة كيفية التعامل مع قرار حصر السلاح في  الدولة وحدها لا شريك لها… ولقد بات السؤال مشروعاً: هل إن وزراء الثنائي الشيعي، بمن فيهم الوزير الملك (سابقاً لأنه أثبت، في المرّتين من الانسحاب، أنه يلتزم موقف الحزب والحركة لا موقف الرئيسين جوزاف عون ونواف سلام)، هل إن هؤلاء الوزراء كانوا سينسحبون من الجلسة لو اطلعوا سلفاً على مضمون الخطة؟ أو أن الانسحاب رسالة لا بد من توجيهها الى مَن يهمهم الأمر في الداخل والخارج أياً كانت تفاصيل الخطة، التزاماً بخطاب حزب الله في المبدأ، وهو أن التخلي عن السلاح هو بمثابة التخلي عن الروح؟

في أي حال، فإن الرئيس نبيه بري أثبت بقوة وصلابة أنه رجل المرحلة بامتياز. وفي اليقين يجب التنويه بأنه تصرف كرجل دولة يملك الوعي والقدرة على تحمل المسؤولية ومنع إنفلات الأمور من عقالها في اللحظة الحرجة باتخاذه الموقف الحاسم الذي يلتقط كرة النار قبل أن تبلغ الى تحقيق مرام الذين رموا بها.

وبما أن الوضع على هذا المنوال، وبما أن «القاضي راضٍ» (وهو هنا الثنائي الشيعي) فلماذا هذا الجو المتفجر على وسائط التواصل الاجتماعي؟ لماذا هذا التشنج، وهذا الغضب، وهذا التأهب للفتنة، وهذان التهديد والوعيد، وهذه الاتهامات المتبادلة التي تبقي فتيل الفتنة والعاً؟

والسؤال أعلاه ليس موجهاً الى طرف واحد او فريق واحد، إنما الى الرؤوس الحامية في كل مكان… اللهم، إلا اذا كان بعض القيادات غارقاً في ازدواجية النفاق!

إن لبنان لا يحتمل الحال الراهنة، فلماذا صبُّ الزيت على النار؟ قلنا ونكرر وسنظل نتكلم داعين الى وقف الازدواجية التي يمارسها هواة الحروب ودُعاة الكوارث والعاملون عند الخارج والذين يظنون أنه كلّما اشتدت الأزمات وتفاقمت اقترب تنفيذ رغباتهم، المعلَن منها والدفين، بأن الحكم لن يُكمل مساره، وبأن حظوظهم بالوراثة ستبلغ مداها… وفي تقديرنا المتواضع أن هذه الأحلام التي يظنونها وردية لن تتحقق على أرض الواقع الذي سيقلبها الى كوابيس تؤرق لياليهم والنهارات.

khalilelkhoury@elshark.com

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.