شروق وغروب – بقلم خليل الخوري – تأجيل الانتخابات: «يتمنّعن وهنّ راغبات»

4

قبل نحو شهر اتصل بي أحد المسؤولين ليقول الآتي: أعرف مَن هو صديقك الديبلوماسي الغربي وهو فعلاً يصح فيه قولك إنه «عاشق لبنان» وأنا أتابع ما تنشر من آراء ومعلومات يزودك بها بين الحين والآخر حول الشأن اللبناني الذي أعرف أنه على خبرة وافرة واطلاع دقيق فيه، ولكنني أعارضه، هذه المرة، في توقعه أن يكون موضوع تأجيل الانتخابات النيابية عندنا مطروحاً على البحث، أو أنه سيُطرح على الإطلاق. واستدرك المسؤول اللبناني يقول: أعرف أن صديقك يشغل منصباً ذا شأن في بلده يمكّنه من الإطلاع على التقارير المختلفة الأهمية، ولكن حتى الدول البارزة في أوروبا الغربية أو في سواها، قد تتلقى تقارير غير دقيقة.

هذه هي خلاصة أقوال المسؤول اللبناني الذي اتصل قبل نحو شهر على ما دار بيني والديبلوماسي الأوروبي الغربي. أمس بالذات جمعني لقاء مع هذا المسؤول اللبناني في مناسبة اجتماعية، فانتحينا جانباً عن باقي الحضور بناء على رغبته، وبادرني قائلاً ما حرفيته: أود أن أعتذر منك ومن صديقك (وذكر اسم الديبلوماسي الأوروبي الغربي)، وأود أن أؤكد لك أن حمّى مسار تأجيل الانتخابات النيابية المقررة في شهر أيار المقبل تكاد أن تفوق ارتفاعاً حمّى إجرائها. ولا أخفيك الأمر، وهذه حقيقة معروفة مني ومن مواقع المسؤولية والأمن في الدولة، أن ثلاثة نواب على الأقل كلفتهم مراجعهم إعداد مقترحات قوانين حول التأجيل، ناهيك بأن الحديث في هذه المسألة صار على كل شفة ولسان ليس في الصالونات وحسب، بل كذلك في اجتماعات كتل نيابية، ولدى قيادات سياسية ومرجعيات غير زمنية.

واستدرك بالقول هذا لا يعني أن المشار إليهم في ما ورد أعلاه أن الجميع يؤيد التأجيل، فالأكثرية قد تكون مع إجراء الانتخابات، إلا أن دعاة التأجيل بعضهم أصحاب حضور وازن.

واستطرد يقول لا يغرّنك جميع الذين يقولون بإجراء الانتخابات في مواعيدها، فكثير من هؤلاء يصح فيهم المثل السائر حول المتمنعات وهنّ راغبات. فهؤلاء يقولون بإجراء الانتخابات النيابية بألسنتهم أما قلوبهم فمع التأجيل.

وتحدث المسؤول عمّا أسماه بالأسباب الموجبة للتأجيل، وهي عديدة، وأبرزها قانوني، والأصح الخلاف على القانون، ناهيك بأمور لوجستية…

وختم مؤيداً بقوة رأي الديبلوماسي الأوروبي الغربي الذي نشرناه في حينه وهو ما يتصل بسلاح حزب الله لأن خصوم الحزب ليست لهم مصلحة في أن تُجرى الإنتخابات بوجود السلاح، لأن الثنائي الشيعي سيؤكد، في هكذا حال، على حضوره الشعبي المتعاظم، بالتالي على حصد مجموع مقاعد النواب الشيعة.

khalilelkhoury@elshark.com

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.