شروق وغروب – بقلم خليل الخوري – ترامب على قاعدة: «أنا قيدوم هذا العالم»

21

في الفلسفة تعلّمنا أن القوة تفرض ذاتها الى أن تصطدم بقوة أكبر منها. ولأن العالم في مرحلة القطب الواحد، اليوم. ولأن هذا القطب تمثله بامتياز الولايات المتحدة الأميركية. ولأن رئيس هذا القطب هو دونالد ترامب. ولأن هذا الرئيس يذهب بعيداً جداً في استخدام فرط القوة في المجالات كلها… فإن كلامه، أمس، تعقيباً على العملية العسكرية الاسرائيلية على إيران التي نددت بها المملكة العربية السعودية بالعدوان «المستنكَر جداً»، يأتي تفسيراً واضحاً لنظرته الى الآخرين. فقد قال: «اليوم (أمس) هو اليوم الحادي والستون، وكنتُ قد أخبرتهم (يقصد المسؤولين الإيرانيين) بما يجب عليهم أن يفعلوا، لكنهم لم يتمكنوا من ذلك، ولكن الآن لديهم فرصة ثانية». وهو أشار بذلك الى كلام رد فيه على سؤال صحافي عن مصير المحادثات النووية مع الجانب الإيراني، وحدث ذلك قبل الشهرين (60 يوماً) اللذَين اعطاهما للقيادة الإيرانية لتتجاوب مع موقفه من الاتفاق النووي. 

ليس من كلام آخر أكثر بلاغة وتعبيراً عن العنجهية  والفوقية، حتى بدا كأنه المعلم يؤنب تلاميذه على الطريقة القديمة.

قد يكون من السابق لأوانه استقراء النتائج كافة مما أقدم عليه نتنياهو ضد الجمهورية الإسلامية الإيرانية، وبانتظار الرد من طهران، وهل سيكون رداً «قريباً جداً» كما تعهد النظام الإسلامي وكما هدّد أركان قيادته في طهران أو أنه لن يكون من رد على الإطلاق كما حدث غير مرة في السنة ونصف السنة الأخيرة…

ولكن ما لا شك فيه إذا لم تبادر إيران الى رد في الساعات، ولا نقول الأيّام، المقبلة، فإن الخسارة التي مُنيت بها إيران ستكون مدمّرة ليس فقط على مستوى الصدقية، إنما كذلك على مستوى مصير النظام. وفي هذه النقطة بالذات أفادت مصادر قناة CNN أنه «من غير الواضح ما إذا كانت إدارة الرئيس ترامب توافق نتنياهو على ضرورة استمرار العملية حتى تغيير النظام الايراني».

هنا بيت القصيد، والجواب لا يملكه أحد سوى زعيم العالم الحالي دونالد ترامب، فهل يذهب الى الإسهام في إسقاط النظام أو أنه يكتفي بجلبه الى بيت الطاعة.

ولكن مَن يستطيع الجزم بأن نظام آيات الله سيستجيب؟ وهل سيردّ كما تعهد أركانه القدامى والجدد لا سيما قائد الحرس الثوري الذي تسلم موقعه قبل ساعات، فتوجه الى الإسرائيلي بقوله: «أبواب الجحيم ستُفتح قريباً على العدو الصهيوني»؟!.

khalilelkhoury@elshark.com

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.