شروق وغروب – بقلم خليل الخوري – ترامب في الخليج: الزيارة الاستثنائية جداً

0

كثيراً ما جاء رؤساء أميركيون الى منطقتنا، وبالذات الى بلدان الخليج العربية، ومنهم الرئيس دونالد ترامب شخصياً في ولايته الأولى، إلّا أن الزيارة الحالية الثلاثية، التي تشمل تباعاً كلّاً من المملكة العربية السعودية ودولة قطر والإمارات العربية المتحدة، هي مختلفة في الشكل والمضمون، لا سيما أنها تحدث بعد حرب الإبادة على غزة المستمرة، والمتغيرات بالغة الخطورة في سوريا، وتمادي حرب أوكرانيا، وانتقال العلاقة السورية – التركية من السلبية الى أقصى الإيجابية بما يوازي التماهي. وطبعاً مع تداعيات حرب المشاغلة والإسناد على لبنان وملء الشغور الرئاسي عندنا بقيام عهد وحكومة مختلفَين كلياً عمّا كان سائداً في العقدين الماضيين الخ…

طبعاً لا يمكن فصل مضمون الزيارة الترامبية، من حيث المحادثات والاتفاقيات والاستثمارات بمئات مليارات الدولارات، عن الشكل في الاستقبالات الخرافية، لا سيما في دولة قطر، إذ كان المشهد ما بين مطار حمد الدولي والديوان الأميري في الدوحة مزيجاً من الأسطورة والخيال في حسن الاستقبال والضيافة…

إلّا أن ما يجدر التوقف عنده باهتمام هو ثلاثة أسماء تداولها الضيف الأميركي الكبير مع مضيفيه، وهي أوكرانيا وغزة وسوريا.

على صعيد الحرب في أوكرانيا أفادت المعلومات التي رشحت أن  الرياض والدوحة أثنتا على مساعي الرئيس الأميركي لوضع حد للقتال، فيما كان هو لم يتخذ، بعد قراره الحاسم بالانضمام الى قمة أنقره بين أردوغان وبوتين وزيلنسكي، مع اعترافه بأن الرئيس الروسي رغب إليه أن يشارك، وكان جوابه أنه يشترط الموافقة سلفاً على إنهاء الحرب.

أما غزة فكانت الهم الأول لرؤساء الدول العربية الثلاث الذين طالب اثنان منهم ترامب، وسيطالبه الرئيس الثالث الإماراتي الذي سيلتقيه اليوم، بممارسة ضغط فعال على نتنياهو ليوقف حرب الإبادة الإجماعية التي يشنها على أهالي القطاع المدنيين الأبرياء.

اللافت جدا الارتياح الكبير الذي أبداه ترامب إزاء التطورات في سوريا. وذهب به الأمر حدّ وصف الرئيس السوري الانتقالي أحمد الشرع بأنه «رائع»، كما صرّح بذلك أمام الوفد الإعلامي المرافق. مضيفاً أنه ينتظر منه الكثير.

أين لبنان في محادثات الرئيس الأميركي الخليجية؟ الجواب ما ورد على لسانه حول «الفرصة التاريخية» أمام لبنان، وعلى لسان ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان حول التمنيات والإصلاح المطلوب… ولكن لم يرقَ الأمر اللبناني الى مستوى القرارات الحاسمة لمصلحة سوريا سواء أبدعوة الشرع الى قمة الرياض أم برفع العقوبات بناء على طلب ورغبة من الأمير ابن سلمان والرئيس التركي أردوغان، حتى وإن كان القرار مشروطاً…

khalilelkhoury@elshark.com

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.