شروق وغروب – بقلم خليل الخوري – دونالد ترامب الاستثنائي عبقري أو مجرد نرجسي؟
ظاهرة الرئيس الأميركي دونالد ترامب ليست وليدة الولاية الرئاسية الثانية، إذ هي تعود الى ولايته الأولى ويصح فيه توصيفه بأنه «مالئ الدنيا وشاغل الناس»، علماً أن عوارض هذه الحالة باتت أشدّ تأثيراً في رئاسته الحالية لا سيما لجهة القرارات التي يصدرها والإجراءات التي تثير ردود أفعال من الدهشة والذهول، وأحياناً التناقضات التي ترافق تلك كلها، كأن يعين الميلياردير الكندي/ الأميركي/ الجنوب أفريقي أيلون ماسك في موقع إداري رفيع، ثم بعد أسابيع معدودة يخبرنا أنه طرده فيكتب على حسابه في موقع X: «طلبتُ من ماسك أن يغادر منصبه الحكومي».
وفي المرحلة التي أعقبت انتخاب ترامب مرة ثانية لرئاسة الولايات المتحدة الأميركية، أعادت وسائطُ الإعلام ومواقع التواصل الإجتماعي العالميةُ الكبرى التركيزَ على حالة الرجل النفسية، وكان تعليقه على ما تناولته بالآتي: «أنا عبقري مستقر جداً». وكانت عالمة الإجتماع البروفسورة «اندي أكس لي» قد أصدرت كتاباً عنه عنوانه THE DANGEROUS CASE OF DONALD TRUMP شارك فيه 27 اختصاصياً في علم النفس والطب النفسي والصحة النفسية، تناولوا في دراساتهم العلمية ما أسموه «الخطر الواضح والمباشر» الذي تشكله صحة ترامب النفسية «على الأمة ورفاه الأفراد».
في هذا السياق تحدث الأستاذ الجامعي العالم النفسي الشهير البروفسور دان مارك أدامز، في كتابٍ يتضمن دراسة نفسية عن الرئيس الأميركي: «لا يمكن التنبؤ بما سيقوم به ترامب» (من قرارات وإجراءات وما يقدم عليه من خطوات).
واضح أن ترامب لا يحب العلماء، وهو لا يرتاح قطعاً الى علم النفس ولا يثق بعلماء النفس، ولقد قرأت كلاماً منسوباً إليه يصفهم بأنهم «ثرثارون ولا فائدة تُجنى من أبحاثهم». ولست متأكّداً ممّا إذا كان هو صاحب هذا التوصيف أو أنه منسوب إليه زوراً وتجنياً… إلا أن الرجل، بما عُرِف عنه، قد لا يكون بعيداً عن هكذا قول .
وبالرغم ممّا قدّمنا أعلاه، وهو غيض من فيض، فإننا على ثقة بأن لدى ترامب مزيجاً حادّاً من العبقرية والنزعة النرجسية القوية، وهذا شأن الكثيرين من الشخصيات الكبرى، فكم بالحري الرجل الذي يكاد أن يكون حاكم العالم من دون منازِع، ولا حتى مشارك.
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.