شروق وغروب – بقلم خليل الخوري – زمن اندحار الضمير وسقوط الشعوب العربية

20

المجازر التي يرتكبها نتنياهو وعصابته في غزة تتجاوز الخيال في وحشيتها غير المسبوقة، أقله بالنسبة الى تواصلها الطويل من دون أي انقطاع، والى وتيرتها المتصاعدة، والى التعمد في حرب الإبادة هذه ضد الشعب الأعزل وهو يتحمل ما لم تتحمّله أي جماعات في هذا العالم الذي يتخلّى عن ضميره، أمام واحدة من أبشع جرائم التاريخ الجمعية.

نتنياهو لا يعني له الضمير شيئاً، بالنسبة إليه الكلام على الضمير هو إهانة.

وأما بالنسبة الى العالم فالضمير بورصة ترتفع أسهمها أو تهبط وفق المصالح الآنية وربما وفق أمزجة حاكم من هنا وثانٍ من هناك. وحدهما قداسة البابا في الفاتيكان وأمين عام الأمم المتحدة في نيويورك يحاولان إيقاظ الضمير العالمي… ولكنهما صوتان في صحراء هذا العالم المشارك في الجريمة بأشكالٍ عدة.

وتستمر المأساة الموجعة في غزة، والمشاهد الهائلة التي نعاينها في القطاع تحرق القلوب وتفتت الأكباد. ومع ذلك نكرر أننا لا نبني أملاً على مواقف الدول العربية والإسلامية. ولقد طلع الشعر على اللسان لكثرة ما طالبنا ولو (على الأقل) بطرد سفير صهيوني أو سحب سفير عربي أو إسلامي… ولكننا عبثاً نحاول.

وأما الأشدّ غرابةً (وفظاعة) هو موقف الشعوب!

ولو! أإلى هذا الحد أصيبت هذه الشعوب العربية بسبات عميق ؟!.

أإلى هذا الحد لا نرى حراكاً شعبياً في أي عاصمة أو مدنية أو بلدة أو دسكرة عربية أو إسلامية؟!.

أإلى هذا الحد فقدت الشعوب العربية حسّها في المسؤولية الإنسانية ولا نقول العربية والإسلامية؟!.

فظائع الإبادة هذه في حق الشعب الفلسطيني في غزة، والتجويع، والمذبحة الجمعية لم تعد تعني شيئاً للمليار وخمسماية مليون عربي ومسلم؟!.

فعلاً إنه أمرٌ لا يصدّق، بل يتجاوز العقل والمنطق والحق ولو في أدنى الدرجات!

إذا كان مشهد الأطفال الجياع في غزة الذين لم يبقَ من أجسادهم سوى الجلد والعظم، لعدم التمكن من الغذاء، لا يوقظ ضميراً أو يثير إحساساً، أو يحرك عاطفة، أو يستسيل دمعةً، أو يحرّك حميةً(…) فعلى الدنيا السلام. لا سلام الله وأنبيائه وملائكته وقديسيه، إنما ذاك المسمّى سلاماً (تجاوزاً وكذباً ونفاقاً) إذ هو استسلام لمشيئة الإرهاب الصهيوني ليس إلّا!

khalilelkhoury@elshark.com

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.