شروق وغروب – بقلم خليل الخوري – علي لاريجاني في لبنان: زيارة لملمة التداعيات
الكلام على الوقت بين المستشار الكبير علي لاريجاني ووزير الخارجية يوسف رجي لم ينقص ولم يزد في الأزمة بين بيروت وطهران، ذلك
أن المواقف على حالها، فلا قول مستشار المرشد الأعلى السيد علي خامنئي أن وقته لا يتسع لزيارة قصر بسترس سيبدل بحرف واحد من قرار الرئيس العماد جوزاف عون والحكومة اللبنانية بحتمية تسليم حزب الله سلاحه، ولا رد الوزير عليه بالتأكيد على أنه غير مستعد لاستقبال الزائر الإيراني في المطلق من شأنه أن يغير فاصلة واحدة في التزام طهران أن يتمسك الحزب بسلاحه. وبالتالي الهدف الأساس من الزيارة هو لملمة التداعيات التي خلفتها التصريحات الإيرانية في الأيام الأخيرة التي اعتُبِرت خرقاً للتقاليد والأعراف الديبلوماسية، وتدخلاً سافراً في الشؤون اللبنانية الداخلية.
وفي معلومات متقاطعة أن قيادة حزب الله لم تكن مرتاحة الى تلك التصريحات، بل اعتبرتها محرجة لها، لا سيما تلك التي أدلى بها عباس عرقجي وزير خارجية الجمهورية الإسلامية، انطلاقاً من أنه رأس الديبلوماسية في بلده، والمفترَض فيه أن يزن كلماته طويلاً قبل أن تخرج من فمه إضافة الى ما ترتّب على ذلك من إساءة الى المقاومة. وفي المعلومات إياها أن الرئيس نبيه بري، هو أيضاً، كان مستاءً جداً ولكن من موقع الصداقة لإيران، كما أنه لم يكن مرتاحاً الى بعض ردود الفعل التي شطحت بعيداً في التهجم على إيران، لا سيما تلك التي أصدرها أفرقاء ليست لهم صفة رسمية. وإذا صحت المعلومات إياها فإن الرئيس بري الذي تحدث، لاحقاً، عن إيران والصداقة بين البلدين، ربما يكون قد سعى لضبضبة الوضع، وهو ما يفسر زيارة لاريجاني، هذه الشخصية الإيرانية المخضرمة ذات الخبرة العميقة والتجربة العريقة والمسؤوليات الكبيرة التي تولاها، ولا يزال، منذ قيام الثورة الإيرانية حتى اليوم.
ومن الثابت أن لاريجاني كرر الكلام على أن طهران «حريصة جداً» على سيادة لبنان وأمنه واستقراره، وأنها مستعدة للتعاون مع السلطة اللبنانية في هذا السياق، إلّا أنه شدد على النظرية الإيرانية القائلة بأهمية المقاومة والسلاح في يدها خصوصاً وأن اسرائيل لم تنسحب بعد من لبنان ولا نية لديها في تنفيذ المطلوب منها في اتفاق وقف النار.
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.