شروق وغروب – بقلم خليل الخوري – عون يكسر حاجز العزلة والعقبى لحاجز الحصار

25

الزيارات المهمة التي قام بها الرئيس العماد جوزاف عون الى بضعة بلدان، منذ تسلمه مسؤوليته في رئاسة الجمهورية تكشّفت عن حقيقةٍ أساس وهي أنها ليست زيارات شكلية، إذ هي على نهج العهد في كسر حاجز العزلة من جهة، والسعي لتوفير المساعدات للبنان، على أنواعها، من المعنوي الى العيني. ولا شك في أن هذا النشاط الحثيث لرئيس البلاد سيفتح الطرقات والأبواب الى الهدف الأسمى والأكثر إلحاحاً، وهو فك الحصار المضروب على لبنان بعدما أخذت أسبابه في السقوط تباعاً.

وخلافاً لما ذهب إليه البعض زاعماً أن الزيارات هي مجرد «استعراضات فولكلورية لا تقدم ولا تؤخر»، نجزم بأنها على كبير فائدة، لا سيما كون نتائجها واقعية، بعيدة عن المبالغات… ثم إن البيانات المشترَكة الصادرة في إثرها ليست مرتكزة الى الكلام الفضفاض… وفي اليقين أننا ننتظر «ردّ الزيارات»، ما يؤكد على أن الانفتاح هو من الجانبين، وتلك ستكون من علامات الإيجابية…

في زمن الرخاء والازدهار والبحبوحة كان الملوك والرؤساء يتهافتون على لبنان، لا سيما في عهد الرئيس المرحوم كميل شمعون الذي وصفته الصحافة العالمية وعقيلته المرحومة «الست زلفا» بأنهما أروع «كوبل رئاسي» في العالم. وعندما تفقّد الجالية اللبنانية في أميركا الجنوبية «سَحَر» الناس، من المواطنين الأصليين والمهاجرين ولا سيما اللبنانيين منهم الذين كانوا يسمونهم (قبل الزيارة) بالـ «توركو»، فأعاد اليهم شمعون تسميتهم الصحيحة: لبنانيون.

وعلى سيرة نسبة المغتربين الى الأتراك (توركو) فإن شمعون هو الذي استضاف، في لبنان، الرئيس التركي محمد جلال بايار (الذي عاش مئة وثلاث سنوات 1883 – 1٩86 وانتهى حكمه بانقلاب عسكري عليه وسجنه والحكم عليه بالإعدام السياسي قبل الإفراج عنه لإعتبارات  صحية…). وكان بايار قد أبلغ الى شمعون أنه يرغب في زيارة لبنان وأن تكون له محطة في طرابلس، ولكن ظروفه الصحية الخاصة تحول دون تحقيق هذه الأمنية العزيزة جداً على قلبه. ولم يقبل شمعون إلّا أن يحقق لصديقه أمنيته الأثيرة، فاستفسر عن تلك الظروف الصحية، ولما عرفها أمر بنصب عشرات المراحيض الموقتة على امتداد الطريق بين عاصمة لبنان وعاصمة الشمال، تلبية لِـ«حاجة» الرئيس التركي الثالث بعد زوال السلطنة. و…تشكرات أفندم.

khalilelkhoury@elshark.com

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.