شروق وغروب – بقلم خليل الخوري – غزة كمثال لهمجية هذا العالم المجرم
هذا الفصل الجديد من حرب الإبادة التي يشنها الاحتلال الصهيوني على غزة يؤكد على بضع حقائق مروعة في زمن بلغ التطور ذروة خرافية، ومع ذلك سجل الانسان ارتفاعاً مهولاً في نسبة الوحش القاطن في داخله. وفي هذا المجال نرفض، بشدة، ذريعة الذين يعارضون هذا الرأي الجازم قائلين: صحيح أن بنيامين نتنياهو وحش في ملابس إنسان، ولكن ليس العالم هكذا بحكامه وأركانه الآخرين. ولكن في تقديرنا أن كل من يتفرج على مأساة غزة هو مشارك فيها بشكل أو بآخر. وكل من لا يدافع عن غزة، لو بالكلمة، هو عنصر في ما تتعرض له هذه المدينة الصابرة وقطاعها الصامد.
وأكثر الدول المتواطئة هي الولايات المتحدة الأميركية، التي تجاوزت التواطؤ من زمان بعيد، وباتت شريكة في الجريمة تسليحاً للاحتلال وتزويده الذخائر من قذيفة المسدس الى الصاروخ مروراً بالقنبلة الذكية، ولا ننسى مشاركتها في تقديم الإحداثيات وتصحيح وتحديث ما يطرأ عليها من تعديلات…
والأخطر من هذا كله ما كشفه بعض الأقنية التلفزيونية في فلسطين المحتلة عن دور خبيث أُسند الى الرئيس الأميركي للتمويه على العدوان الذي استهدف قطر، وهو دور يحوّل الأميركي، الذي هو حاكم العالم، الى مجرد متواطئ صغير مع نتنياهو، بعدما تآمر هذان الاثنان على إخفاء الحقيقة والإدعاء أن ترامب لم يُعلَم بالعدوان إلا بعد حصوله. والعجيب أنه سمح لنفسه أن يؤدي مثل هذا الدور، ويكمله بالاتصال بقطر، بعد عشر دقائق من العدوان، ليزعم أنه تلقى المعلومة «الآن».
إن الاجتياح الاحتلالي الذي تتعرض له غزة لم يُبقٖ ستراً على مستور. ولكن، وبأسف كبير، عندما أُزيح الستار تبينت بشاعات هائلة، وفي المقابل تبين أنه لا يزال، في هذا العالم المجرم، قلة من ضمير وندرة من أخلاق… إسبانيا على سبيل المثال التي أوقفت تبادلاً تجارياً مع الإسرائيلي.
دعنا من العالم الخارجي، فلننظر الى البلدان العربية، فأي منها أقدم على هكذا مبادرة طيبة، ناهيك بالعالم الإسلامي وشعوبه كثيرة التناسل ومساحات أراضيه الشاسعة، وثرواته الطبيعية الخرافية الخ… (فقط للتذكير إن إسبانيا والفاتيكان وسائر الدول الكاثوليكية الطابع لم تعترف بإسرائيل إلا بعد أن «فعلها» ياسر عرفات).
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.