شروق وغروب – بقلم خليل الخوري – قانون الانتخابات النيابية معركة مصيرية لغير طرف
هكذا، بلمحة بصر، بات تعديل قانون الانتخابات النيابية معركة، بل أم المعارك، تُخاض بين رئيس حزب القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع (كقائدٍ للفريق الذي يصر على التعديل) والثنائي الشيعي الذي أصرّ جعجع على وصفه بـ «فريق الممانعة». وكان لافتاً في كلام رئيس حزب القوات اللبنانية مساء أوّل من أمس الخميس التأكيد على أنه سيربح معركة التعديل، إلّا أنه لم يكشف كيف سيكون الانتصار، وإن كان واضحاً أنه يستند الى القدرة على توفير تواقيع العدد الكافي من النواب على العريضة النيابية بهذا الشأن. علماً أنهم يحتاجون فقط الى ثلاثة تواقيع لا غير، وفي أبعد اكتمال الى أربعة إذا تراجع نائب الحزب الاشتراكي (الصايغ) عن توقيعه، بعدما حرصت كتلة نواب جنبلاط على القول إن العضو فيها الذي وقّع على العريضة إنما تصرّف بصفة شخصية فردية.
في أي حال لم يُخفِ الحكيم أن معركته ضد سلاح حزب الله لن تتوقف، إنما، على العكس، هي مستمرة. وهو لم يقبل، بأي شكل، حجة الثنائي الشيعي بتعذر القيام بحملات انتخابية بسبب العقوبات على الحزب بأجنحته كافةً، وذلك بقوله أن لا اعتراض، في أي مكان في العالم، على وزيرَي الحزب في حكومة نواف سلام، وبإمكانهما التوجه الى الخارج مسلّحَين بجنسيتهما الأميركية… ولكن الدكتور جعجع يعرف أن هذه النظرية غير عملية، وحتى لو لم يتعرض لهما أحدٌ أو جهة أو دولة أو… ولكن سيتعرض المنتشرون الذين يساندون الحزب أو يوالونه أو يدعمونه الى أضرار فادحة وبينهم نخبة من كبار رجال المال والأعمال والمصالح… الى كثير من التداعيات.
في أي حال باتت المعركة «عالمكشوف» أو هكذا أراد لها الحكيم أن تكون، علماً أن نواب القوات كانوا في طليعة الذين قادوا التعديل السابق الأخير لقانون الانتخابات، «لمرة واحدة». ولما تبين لقيادة القوات مقدار استفادتها المباشرة والكبيرة، أضحى همها الإبقاء على التعديل بإسقاط بند «المرة الواحدة». وأما البطاقة الممغنطة و «الماغا سنتر»، فليسا سوى بنود تابعة، بالرغم من أهميتهما القصوى لجهة تحرير إرادة الناخب وتوفير الراحة له وتسهيل عملية إقباله على الإنتخاب حيثما تكون إقامته وسكناه، فلا يكون مضطراً لتحمل مشاق وتكاليف الانتقال الى قلم الاقتراع المسجَّل اسمه فيه.
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.