شروق وغروب – بقلم خليل الخوري – كلهم يعني كلهم لأنهم كلهم مأزومون

8

ما يُدار حول قانون الانتخابات النيابية ليس له إلا تفسير واحد: التأجيل، وبالتالي تمديد  «سيد نفسه» لنفسه. وهذا يشمل في آن معاً النشاط والتمنع عن الفعل : فالإجتماعات التي تُعقد على صعيد بحث اقتراحات قانون الانتخابات تدخل في هدر الوقت. وكذلك عدم توصل الحكومة الى وضع الأنظمة التطبيقية لقانون الانتخاب النافذ، ليس له الا نتيجة واحدة: عدم إجراء هذا الاستحقاق في موعده المقرر في شهر نوار من العام ٢٠٢٦ المقبل .

صحيح ان رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون هو صاحب المصلحة الأولى والأكيدة في انجاز هذا الاستحقاق المهم ، لأن عدم انجازه سيشكل نكسة  للعهد أياً كانت الذرائع والاسباب الموجبة للتلكؤ في اجراء الانتخابات. وصحيح أيضا ان رئيس الحكومة القاضي نواف سلام هو ايضا المتضرر الثاني. فليس مما يُريح السراي الكبير ان تبدو الحكومة عاجزة، او انها لا تريد اجراء هذا الاستحقاق الدستوري بالغ الأهمية . لذلك نحن على اقتناع ان القصر الجمهوري والسراي الكبير هما، وحدهما، اللذان يرغبان ، وموقفهما ايجابي ، ولكن دون  التنفيذ اجراءات حتمية وتدابير موجبة لا بد من اتخاذها ،  بعضها يرتبط بالتعاون في ما بين وزارتي الخارجية والداخلية لاسيما في ما يتعلق بأحكام قانون الانتخاب التي تنص على ان يقترع اللبنانيون المنتشرون (او من يرغب منهم) الى ستة مرشحين في القارات الست. وهذه المادة سارية المفعول حكماً ما دام القانون نافذا، وهو نافذ. ونذكر بين هلالين ان الذين يعارضون هذه المادة، اليوم، هم الذين أكدوا عليها في التعديل الماضي للقانون النافذ حاليا. ما يعني ان النواب الأشاوس، ومن ورائهم احزابهم ومرجعياتهم يفصلون القوانين وفق أهوائهم ومصالحهم .

نقفل الهلالين ونعود الى صلب الموضوع لنسأل: هل أعدت وزارتا الداخلية والخارجية المشاريع والانظمة التنفيذية ذات الصلة باغتراب المنتشرين ؟ وهذا واجب قانوني وليس مسألة مزاجية او استنسابية ! والجواب معروف : لا ، لم ينجز اي شيء من ذلك.

وكي لا يبدو الأمر اننا نحمل الحكومة المسؤولية ، فإننا على يقين تام بأن الكتل والأحزاب كلها ، أجل ! كلها من دون استثناء، لا تريد ان تُجرى الانتخابات النيابية في موعدها الدستوري، وفي الطليعة أولئك الذين يرفعون العقيرة زاعمين الرغبة في هذا الاستحقاق، وهي مزاعم مكشوفة . وليت هذا المقام يتسع اليوم لنكشف كيف ان جميهم مأزومون ولديهم ظروفهم الحساسة من حزب الله الى القوات اللبنانية وجميع ما بين الطرَفَين من أحزاب  وتكتلات وتغييريين ومستقلين والذين خرج بعضهم من تكتلات او أُخرجوا منها. ولقد تكون لنا عودة الى هذه الجزئية من الموضوع لنذكر أين هم مأزومون ولماذا لا يريدون (فعلاً لا قولاً) ان يكون ثمة انتخاب، وبالتالي يسعون وراء التأجيل .

khalilelkhoury@elshark.com

 

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.