شروق وغروب – بقلم خليل الخوري – لبنان الى أين في عام وعالَم جديدَين؟
يطرح السؤال أعلاه ذاته على مشارف العام الميلادي الجديد في عالم متحول، بل هو مذهل التحول في كل شيء، وبسرعة تتعذر مجاراتها، إذ هي في قفزات جنونية، وكأنه كان ينقصنا الذكاء الاصطناعي الذي دخل في تفاصيل التفاصيل من حياتنا، وبات هو الذي يقود خطواتنا على صعيد شعوب العالم أجمع.
لقد أدت التطورات التي عشناها، في هذا الوطن المنكوب، منذ ما قبل الاضطراب في الحراك المشبوه الذي أطلقوا عليه، تجاوزاً، اسم الثورة، الى تعميق المشاكل، وتفاقم الأزمات، وتكريس الانقسامات، وتفعيل المشاريع المشبوهة وبعضها مصيري جداً (…) من دون التوصل الى أي حل، وأسهم في ذلك كله، وبفاعلية، الدخول في ما سُمّي «حرب الإسناد والمشاغلة» التي جاءت تداعياتها مروّعة في كل ما للكلمة من معنى، لتزيد من الوضع الكارثي أساساً.
وعليه يمكن التأكيد على أن أزماتنا تراكمت من كهرباء موعودة الى صفر (لا سيما في الشهرين الأخيرين)، ومن ضياع الودائع الى فقدان الأمل في استعادتها، ومن صرخة أهالي ضحايا المرفأ الى توقع تجهيل الفاعل والفاعلين خصوصاً بـ «فضل» الأميركي والفرنسي وسواهما من أصحاب الأقمار الصناعية الذين يحجبون المعلومات الدقيقة عن المحقق طارق البيطار. والى الكثير من الكوارث الإنسانية والاجتماعية والبيئية من النفايات وسموم المولدات. والإنسانية: إعادة الإعمار.
أمام هذه الصورة البانورامية البشعة، يضرب الفقر أطنابه، وتفقد المرتبات فاعليتها، ويقيم اللبناني تحت رحمة أفيخاي أدرعي وتهديداته، في عدوان لا يتوقف.
ويبقى على هذا الوطن الصغير المعذب أن ينضم الى عالَمَين عربي وإسلامي أسقطا قضية فلسطين من الذاكرة أو كادا أن يسقطاها. وأن «يسلك» الطريق الإبراهيمي وفقاً لأوامر السيد الأميركي، وأن يدفع الغالي والأغلى مقابل فتات موائد الصناديق والمنظمات الدولية.
ومع هذا وقبله وبعده، هناك طبقة سياسية تتقاسم التفاهة والفساد والانبطاح أمام الخارج، فيما لا يستطيع أحد أن يجزم بإجراء الاستحقاق النيابي، بالغ الأهمية، في موعده… ولعل الأكثر بشاعة في هذا المشهد هو «القطيع».
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.