شروق وغروب – بقلم خليل الخوري – لعبة الضغط المتبادَل هل تفلت نحو الحرب؟!

39

تكشّفت الأيام الأخيرة عن أن المياه لم تعد بعد الى مجاريها بين دونالد ترامب وبنيامين نتنياهو، وأن اتصال الأربعين دقيقة بينهما لم يردم الهوة بينهما وإن كان حدث ترميم جزئي في العلاقة. والواضح أن رئيس حكومة الاحتلال يريد دعماً عملياً ومباركةً صريحة من البيت الأبيض لهجوم كبير ضد إيران قبل الجولة الجديدة من المفاوضات الثنائية المقررة بعد غد الأحد في سلطنة عمان.
والمعلومات المتوافرة تؤكد على أن الأميركي ليس فقط أنه لم يوافق، بل إنه حذّر الإسرائيلي من ضرب المنشآت النووية الإيرانية، لما قد يترتب على ذلك من تداعيات كارثية ليس على البلدين معاً، بل كذلك على المنطقة العربية برمتها، لا سيما البلدان التي تستضيف قواعد عسكرية أميركية قائمة، عموماً، على الضفة المقابلة من بحر الخليج على مسافة محدودة ويمكن استهدافها حتى بصواريخ بدائية ذات مدى محدود.
والـ 48 ساعة التي تفصل عن مفاوضات الأحد تحفل بتحديات متبادلة وكلام ذي سقوف عالية جداً، كأن تلوّح طهران بتعديل عقيدتها التي تقول إنها لا تسمح بامتلاك السلاح النووي، لتعلن انها ستتجه الى تفعيل تخصيب اليورانيوم ورفع منسوبه… وفي المقابل ذهبت واشنطن الى رفض حتى الإبقاء على التخصيب في مستواه الحالي قائلة بأن يكون تحت 3,67.
ومع أن المؤشرات كلها تشي بأن حرباً تدميرية جداً قد تنشب في الساعات أو الأيام القليلة المقبلة، فثمة مَن لا يستبعد أن تقبل إيران بالاقتراح الأوروبي – الأميركي الذي يرتكز الى معادلة صريحة: يكون تخصيب اليورانيوم لمصلحة إيران في أوروبا تحت رقابة عالمية. الإيراني الذي وافق على إشراف منظمة الطاقة النووية الدولية على منشآته حتى مع مراقبين أميركيين، هل يقبل أيضاً بأن يكون التخصيب خارج بلده؟ وهل يكون لوضعه الإقتصادي الدقيق والصعب دور في قراره؟ الجواب بعد غد الأحد.

khalilelkhoury@elshark.com

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.