شروق وغروب – بقلم خليل الخوري – لماذا لا يريدون انتخابات أيار النيابية؟!

6

كتبنا أمس ها هنا أنهم كلهم لا يريدون إجراء الانتخابات النيابية في موعدها. وتوالت الاتصالات من غير صديق وزميل، بين إعلاميين وسياسيين يقولون إنه من المبالغة التعميم في هذا الشأن، فثمة غير طرف يصر على أن يُنجز هذا الاستحقاق الدستوري في موعده، وهناك أطراف ترفع الصوت عالياً مطالبة بذلك، الخ…

بداية لقد استثنينا في «شروق وغروب» يوم أمس الجمعة كلّاً من الرئيسين جوزاف عون ونواف سلام، مؤكدين على سعيهما الحثيث من أجل إجراء الانتخابات، وفي تقديرنا أن هذا الأمر بدهي ولهما (كعهد جديد وحكومته الأولى) مصلحة أكيدة في ألّا تُرحّلَ الانتخابات سنة أو اثنتين أو أكثر، لأن في التأجيل ضرراً أكيداً لكليهما، إضافة الى أهمية الاستحقاق في المطلق.

الى ذلك قلنا وكرّرنا القول ونردده اليوم إن خصوم الثنائي الشيعي، وبالذات خصوم حزب الله، لا يقيسون المعركة الانتخابية بما قد يحصلون عليه من أصوات في الصناديق وبالتالي نواب في ساحة النجمة وحسب، بقدر ما يقيسونها بمدى قدرة الثنائي على استرجاع السبعة والعشرين نائباً عدّاً ونقداً، وليس في الأمر أي سر إذ نزعم أن أولئك الخصوم يقيمون على اعتقادٍ بأن عودة النواب الشيعة، بكامل عددهم، الى حظيرة الثنائي، أمر محسوم ومفروغ منه لا سيما إذا لم يتخلّ الحزب عن سلاحه لسبب او لآخر. وليس ثمة دلائل موثوقة على أن سحب سلاح الحزب آخذ طريقه الى التنفيذ قبل شهر أيار من العام ٢٠٢٦.

أما على صعيد معظم النواب التغييريين، (باستثناء بعضهم من أصحاب الحيثية المعروفة والزعامة الأكيدة وهم أقلية نادرة بينهم) فمصلحتهم بالتمديد النيابي، لأنهم لا يضمنون الرجوع الى المجلس.

وعلى صعيد النواب الذين انشقوا عن بعض الأحزاب (بالتحديد المنشقون عن التيار الوطني الحر والطاشناق أو الذين دُفعوا إلى الخروج)، ومعهم النواب «المغضوب عليهم» من مرجعياتهم، فهؤلاء أيضاً ليس لهم أي مصلحة في إجراء الاستحقاق… وهذا أمر لا خلاف عليه بين عاقلَين.

وأما الثنائي الشيعي ذاته فقد يكون أكثر مَن له مصلحة مباشرة في التمديد لمجلسٍ لا ينافسه فيه أي فريق أو جهة حتى على مقعد شيعي واحد.

إلى ذلك ثمة مَن يقول إنه إذا تعذر حل مسألة السلاح بالتفاهم الداخلي فإنه يمكن أن يُقضى الأمر بتدخل خارجي عسكري. ومع تحفظنا، في المبدأ والتفصيل عن هذا القول، فإننا نرى أن هكذا «حلّاً» هو مزيد من التعقيد، وعندئذٍ قد تفلت الأمور الى ما لا نهاية ولا انتخابات.

khalilelkhoury@elshark.com

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.