شروق وغروب – بقلم خليل الخوري – ليّنات الملامس عندما يضربن أزواجهن

58

ضجّت وسائط الإعلام أمس، على مستوى العالم كلّه، بفيديو يبيّن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون يتلقى صفعة قوية على وجهه من زوجته بريجيت وهما على أهبة مغادرة الطائرة الرئاسية في الفيتنام قبيل أن ينزلا على الدرج. ولا شك في أن هذا الفيديو سجّل «تراند» بمئات ملايين المتابعات. (بالمناسبة، ثمة كلام كثير وتقارير حول «طبيعة» الحياة العائلية للرئيس ماكرون، ليست مجال  بحثنا في هذه العجالة).

وتطرح حادثة صفع بريجيت زوجها إيمانويل أو توجيه لكمة قوية إليه مسألة مزمنة حول العنف الأُسَري إن في العالم قاطبة أو في العالم العربي والإسلامي. علماً أن هناك فروقاً ثقافية جذرية في هذه المسألة.

وتجدر الإشارة الى أن العنف الزوجي يتصدر الاهتمامات الاجتماعية والإنسانية في كل مكان في هذه الحقبة.

على صعيد العالم الغربي فإن مَن يتابع قناة ID الشهيرة المتخصصة في القضايا الجنائية يكتشف أن الخلافات الزوجية كثيراً ما تنتهي بجرائم قتل فظيعة بينها قطع رؤوس وأوصال الخ… علماً أن الضحايا هي من النساء بنسبة مرتفعة قياساً الى الرجال الذين تقتلهن المرأة بيدها أو بيد آخرين.

وأفاد استطلاع رأي في إسكتلندا أن 60 % مع أن تضرب النساء أزواجهن . وكشفت الإحصاءات أن نسبة الرجال المضروبين من زوجاتهم تبلغ 11% في بريطانيا، و17% في الولايات المتحدة الأميركية، و 23% في هولاندا… و28% في الغرب عموماً.

في العالم الإسلامي يجوز ضرب المرأة شرعاً (واضربوهنّ)، ولكن ضمن ضوابط الرحمة، تحت شعار «الضرب للتأديب». وقال بعضهم: «اضربها بطرف ثوبك» مع حظر ضرب الوجه.

ولم يُعرف عن ضرب المرأة بعلها إلّا نادراً، وإن كان هذا معروفاً على نطاق ضيق. وقالت الشافعية: «إنْ شتمَته أو ضربَته ليس من النشوز»، ولكنها تأثم وتستحق التأديب.(النسائي : عِشرة النساء 28/1).

وقبل الإسلام، في الجاهلية، قال الشنفري في إحدى معلقاته مخاطباً إمرأته:

«وإذا ما جئتِ ما أنهاك عنه/

ولم أنكرُ عليكِ فطلّقيني/

فأنتِ البعلُ يومئذٍ فقومي/

بسوطك، لا أبا لك، فاضربيني».

khalilelkhoury@elshark.com

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.