شروق وغروب – بقلم خليل الخوري – من استشهاد العسكريين ‎الى تنفيذ القرار الحكومي

فرضت تطوّرات الأيّام الأخيرة، لا سيّما في عطلة الأسبوع، ذاتها بقوة على المشهد السياسي العام، وهي مرتبطة مباشرة بقرار مجلس الوزراء حول حصرية السلاح بالدولة اللبنانية دون سواها.
‎ومن كبير أسف أن يدفع الجيش اللبناني هذا القدر الكبير من شهداء الوطن جراء انفجار مستودع الذخائر التابع لحزب الله في واحدة من أبشع ما يتعرض له الجيش الذي يُسجل له الكثير من الإنجازات في تاريخه والكثير من المحطات المشرقة وأيضاً المليئة بالتضحيات الجسام.
‎حدث هذا بالتوافق الزمني مع ردة الفعل الإيرانية غير المفهومة وغير المبررة وغير المقبولة من الجانب الإيراني على قرار مجلس الوزراء الذي انسحب منه
«وزراء الثنائي الشيعي» و «الوزير الملك».
‎اعتراضاً على مسار الجلسة وإذا كان مثل هذا التّصرف، في المبدأ، من حق أي وزير، فليس في قواميس العلاقات بين الدول مثل ما أقرنت عليه قيادة الجمهوريّة الإسلاميّة إلا اذا كانت تعتبر ذاتها وصيّة على لبنان وصاية مطلقة. فقبل أن يجف حبر القرار الحكومي بادر وزير الخارجية الإيراني عباس عرقجي الى تصريحات تتجاوز العتب الى حدود التهديد. وبعد أربع وعشرين ساعة استأنف الحملة على لبنان علي أكبر ولايتي مستشار المرشد الأعلى للجمهورية الإيرانية علي خامنئي مؤكداً أن إيران «تعارض بالتأكيد نزع سلاح حزب الله لأنها ساعدت على الدوام الشعب اللبناني والمقاومة».
‎وفي تقديرنا أن هذه اللهجة غير المألوفة في الخطاب الديبلوماسي الدولي لا تخدم حزب الله على الإطلاق، إذ إنها تعطي ذريعة مجانية لخصومه(…) ولا نزيد في هذا السياق!
‎هذا موضوع معقد وحسّاس جداً. في أي حال، إنّ التدخل الإيراني في شؤون لبنان الداخلية ليس جديداً، ودائماً ما يخلق نوعاً من التوتر والتعقيد بخاصّةٍ عندما تكون هناك قرارات سيادية لبنانية تحاول استنهاض الوضع.
‎بالنسبة لحل هذا الموضوع، يمكن أن يكون هناك دور للوساطات الدولية. ومن المؤكد أن التدخل الأميركي أو حتى الدور الأوروبي يمكن أن يساعدا في خلق نوع من التوازن أو ممارسة الضغط الديبلوماسي. لكن الأهم هو وجود موقف لبناني موحّد وقوي، لأنه من دون توافق داخلي سيكون من الصعب فرض أي قرار.
‎لذلك، سيحتاج الأمر إلى مزيج من الضغط الدولي والتفاهمات الداخلية .
اللبنانية لإيجاد حل واقعي يخفف من تداعيات التّدخّلات الخارجيّة

khalilelkhoury@elshark.com