شروق وغروب – بقلم خليل الخوري – من الكونت برنادوت الى العدوان على قطر
نود أن نتبنى التسمية الرسمية: «قمة الدوحة العربية والإسلامية الاستثنائية»، ليس فقط لأنها طارئة وعُقدت خارج السياق المبرمج للمواعيد المقررة سلفاً على النطاقين العربي والإسلامي، إنما أيضاً لدقة الظرف الاستثنائي الذي اقتضاها.
فليس بالأمر المألوف أن يعتدي أي بلد على بلد آخر ليس بينهما خلاف عسكري مباشر. كما ليس في تقاليد الصراعات الدولية أن تستهدٖف دولة ما بالقتل الجهة التي تفاوضها. وبالتأكيد ليس أمراً معروفاً أن تختار أي دولةٍ البلدَ الذي يستضيف وفدَها المفاوض في مبادرة من المضيف من أجل تحقيق ما يمكن التوصل إليه من احتمالات السلام وحقن الدماء والإفراج عن الرهائن التابعين للمعتدي.
هذا وغيره من اللامألوف في القوانين والأعراف والتقاليد الدولية، ولكنه في صلب النهج الصهيوني، متعدد الجرائم ومبتكر أكثرها شناعة.
تحضرني في هذا السياق جريمة اغتيال الكونت فولك برنادوت على أيدي عصابات شتيرن الصهيونية في السابع من أيلول سنة ١٩٤٨ في القسم الذي يحتله اليهود من القدس.
هذا الموفد الدولي، سويدي الجنسية، اغتيل معه ضابط فرنسي كان الى جواره في سيارته.
لماذا اغتاله الصهاينة؟ فعلاً ما أشبه سبب جريمة الأمس بسبب العدوان المدان والمستنكر على قطر اليوم! برنادوت كلّف أن يكون وسيطاً دولياً، بالإجماع أي أيضاً بتأييد من الدول الخمس الكبرى دائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي (أميركا وبريطانيا وفرنسا وروسيا والصين) للإشراف على تنفيذ توصية (لم تكن قراراً) بتقسيم فلسطين ، وقد رفض العرب تلك التوصية في حينه!
والمفارقة أن العرب رفضوا والصهاينة هم الذين اغتالوا الوسيط الدولي.
هذه المرة العرب لم يرفضوا وساطة قطر ولا هم اعترضوا على مضمونها ولكن الصهاينة استمروا في نهجهم، فهم الذين اعتدوا على البلد الوسيط.
وللتذكير او لأخذ العلم او للإثنين معاً: لم يُقَدّم أحد الى القضاء في قضية اغتيال برنادوت منذ ٧٧ سنة وحتى الآن.
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.