شروق وغروب – بقلم خليل الخوري – مها النهدي تكتب الحب بالرقة والدهشة واللامألوف

15

استأذن القارئ أن أبتعد، اليوم، عن دهاليز السياسة وموبقاتها لأدخل في رحاب الكلمة المصفّاة المنقّاة من الألاعيب والشطارة والنفاق، بالرغم ممّا تضج به الساحُ السياسية اللبنانية والإقليمية والدولية من أحداث وتفاعلات، ومعظمها تطورات على قدر كبير من الخطورة والإحتمالات المهمة لا سيما على الصعدان الستراتيجية والأمنية والجايوسياسية…

 ولقد وقفتُ، أخيراً، على جديد الأديبة السعودية الكبيرة مها النهدي، ذات الباع الطولى في مداعبة الكلمة الى حد لست على يقينٍ ما إذا كانت أي منهما تراود الثانية عن نفسها: أهي مها التي تدلل الكلمة فتضفي عليها أبعاداً ومعانيَ تتجاوز مألوفها، أو أن الكلمة هي التي تقف عارية أمام مهى لتقطف منها ملامح الروعة ومناطق الحسن والخيال…

قرأتُ مها، وهي «بكامل قواها القلبية»، تقول: «أنا على عجالة من صبري»، ثم تحلف برب الشرارة التي صعقت قلبها وتهتف: «إنك أول رسول حب بُعث الى قلبي».

وتخاطب هذا الرسول الأول: «يا سيد المشرط الأول / الذي شرطني ولم يبالِ/ أعدني لطفولتك/ دعنا نرقص للوراء قليلاً (…) وتجعله يعيش في خُيلاء السرحة البكر عندما تخبره: «أحيي نفسي من رمادك / وأعتلي خيل كرامتي/ وأجمح صوب الحرية»(…).

وتعترف، وأروع العشق ما كان همس الاعتراف والشهادة: «وحّدتُ الله في عينيك / هما اللتان عبثتا بثباتي / كلّما تحليت بالكرامة أربكتاني». وأمّا أكثر ما يعبّر عن التيه في خضم المشاعر فأربع كلمات تحمل الشوق كله والشغف كله وتناقضات العاشقين كلها: «وشفتايا المبتسمتان تنزفان القبلات»! ولعل مسك ختام هذا الخطاب الموجه «اليه» قولها المفاجىء (وهنا بيت الدهشة): «بإصبعي الوسطى أشير لك: «الله يلعنك»».

آمل أن أكون قد ضوّيت، في هذه العجالة، على بعض من أسلوب الأديبة السعودية مها النهدي، غزيرة الإنتاج، على أسلوب هو نسيج وحده، ذو نزعة تغييرية في مبنى الكلام ومضامينه، ولها مجموعة من الكتب الوجدانية ذائعة الصيت والانتشار.

khalilelkhoury@elshark.com

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.