شروق وغروب – بقلم خليل الخوري – نتنياهو ماضٍ في تنفيذ مخطط ريڤييرا غزة

4

وقفتُ، عبر بعض مواقع التواصل الإجتماعي الأوروبية، على حوار بين نائبين فرنسيين حول التصعيد الذي يمارسه بنيامين نتنياهو في غزة المدينة والقطاع، أود أن أطلع قارئ «الشرق» على بعض ما جاء فيه:

النائب الأول: هل ترى أن تفرد الرئيس (إيمانويل ماكرون) في التشدد بإدانة عمليات الجيش الإسرائيلي في غزة سيشكل مادة خلاف كبرى مع الحكومة الإسرائيلية، ربما تنعكس سلباً على مصالح فرنسا؟

النائب الفرنسي الثاني: أستغرب سؤالك، حتى لو بقي وحده (يقصد الرئيس الفرنسي) بين الرؤساء والحكام في العالم، فمن الضروري أن يشهد للحق، علماً أن ثمة أصواتاً بدأت ترتفع، هنا في أوروبا بالذات، تندد بما يقوم به نتنياهو.

الأول: صحيح ولكن ألا ترى معي أن البلدان العربية بالذات هي شبه غائبة عما يجري في غزة؟ وهل علينا أن نكون ملكيين أكثر من الملك نفسه؟

الثاني: اذا كان ثمة تقصير من الجوار العربي ومن الدول الإسلامية عموماً (وهذا صحيح) فإنه لا يعني أننا يجب أن نبقى نتفرج على المأساة، وسكوت العرب لا يعني أنهم مرتاحون أو مرحبون أو غير معنيين بالمأساة المتفاقمة في غزة، ومن يومين كنتُ في… كما تعرف (وذكر اسم عاصمة عربية بارزة) والتقيتُ رئيسها وكان موقفه صارماً في هذه النقطة، وانتهى حديثنا ولقاؤنا قبل أن ندخل في ظاهرة العلاقات الديبلوماسية، وأيضاً المالية والتجارية والاقتصادية والأمنية، بين إسرائيل وبلدان عربية. وأنا لا أستوعب كثيراً ولا حتى قليلاً استمرار هذه العلاقات بل وتطورها إيجاباً وحتى صعوداً في بعض الأحيان.

الأول: في تقديرك الى أين سيمضي نتنياهو في هذه الإبادة على غزة؟

الثاني: جوابي هو الآتي: سيواصل حربه الى حين لا يبقى في غزة حجر على حجر ولا مقيم واحد… فهل تذكر عندما تحدث الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن مشروعه الحلم بإقامة نسخة عن ريڤييرا الفرنسية في غزة؟ تلك لم تكن زلة لسان على الإطلاق، لا سيما أن سيد البيت الأبيض أمّل نفسه بأن يُنصب له تمثال على الواجهة البحرية لغزة، وهذا المشروع يحظى بدعم من كبار المستثمرين في القطاع السياحي في العالم، وبينهم حكام دول وسواهم وبالتالي فالحرب على غزة لن تتوقف إلا إذا حدثت تحولات كبرى في إسرائيل والولايات المتحدة وهذا غير وارد في المستقبل المنظور … أو إذا انتهت المقاومة في غزة واستسلمت مع قطاعها(….).

khalilelkhoury@elshark.com

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.