شروق وغروب – بقلم خليل الخوري – هدف «الزحف الأميركي» محاصرة الحزب انتخابياً
أكثر من كونه لافتاً، يبدو الإقبال الأميركي الكبير على زيارة لبنان دليلاً على أن إدارة الرئيس دونالد ترامب عازمة بقوة على إنهاء الصراع على الحدود بين لبنان والدولة العبرية في فلسطين المحتلة، علماً أن واشنطن كانت ولا تزال منحازة كلياً الى إسرائيل، وباندفاع غير مسبوق. ولكن حشد الزوار (ديبلوماسيين ونواباً من المجلسين وموفدين رئاسيين وعسكريين وأمنيين) هو دليل استثنائي على ذروة الاهتمام.
تلك خلاصة طلع بها، أمس، الصديق الديبلوماسي الأوروبي الغربي الذي يعتبر خبيراً في الشؤون اللبنانية، ربما قدر خبرته في شؤون بلده الذي لا يزال يتحمل فيه المسؤولية الرسمية من خلال موقعه الرفيع.
وفي تقدير هذا الرجل أن الأسلوب الأنجع لإنهاء ما يسميه الأميركي بـ «هيمنة» الحزب وتقليص دوره وفاعليته يكون بقضم عدد لا بأس به من قدرته، مع حركة أمل، على الاستئثار بكامل حصة الشيعة في مجلس النواب اللبناني.
ويمضي الديبلوماسي الأوروبي الغربي في عرض فكرته فيقول: حسب المعلومات التي تواترت لإدارتنا فإن الأميركي على اقتناع تام بأن دور الحزب سيبقى فاعلاً ما دام قادراً، مع الرئيس نبيه بري، على توظيف الإجماع النيابي الشيعي في تشكيل الحكومات (…). وقال: إن معلوماته تفيد بأن محاولات جرت مع الرئيس نبيه لإقامة شرخ في الثنائي الشيعي لكن موقفه كان الرفض القطعي.
وتناول في كلامه أموراً عدة ذات صلة، ومن باب الاختصار نكتفي بالنقطتين الآتيتين: الأولى أن ثمة «إرادة» أميركية (دعماً لموقف معارضي حزب الله في الداخل) بالتغيير في رئاسة مجلس النواب، لذلك لا بد من ضرورة إيصال غير نائب من خارج الثنائي، الى ساحة النجمة، لترشيحه الى المنصب الشيعي الأول. والنقطة الثانية أن الانتخابات النيابية ستُجرى في مواعيدها إلا إذا تبين أن الثنائي الشيعي سيفوز بالمقاعد كلها وعندها ستسمعون كلاماً كثيراً على التأجيل سنة واحدة على الأقل.
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.