شروق وغروب – بقلم خليل الخوري – هل تسرّع المقاطعون في اللعب مع بري؟!.

13

في المحصّلة سجل الرئيس نبيه بري هدفاً في مرمى مقاطعي الجلسة التشريعية التي عقدها مجلس النواب، أمس، والتي كانت مسألة  اكتمال نصابها موضع اهتمام كبير جداً، لا سيما أن المقاطعين (بقيادة القوات اللبنانية) حولوها الى قضية مصيرية، من خلال الجهد الاستثنائي الذي بذلوه، في الأيام الأخيرة، منذ أن حدد رئيس البرلمان موعدها.

فهل بالغ الدكتور سمير جعجع في اعتبار عقد الجلسة أو عدم عقدها قضية القضايا؟ واستطراداً هل أساء دُعاة المقاطعة التقدير، فوقعوا في سوء التوقع، أو إنهم كانوا يريدون فقط تسجيل موقف، وهم يعرفون سلفاً أنهم لن يوَفّقوا في مسعاهم نحو تطيير النصاب؟

لا شك في أن هذا السؤال يأخذ مكانه من الجدية. ولعل الجواب عليه يشي بأن المقاطعين كانوا يتوقعون حسن الختام، أي فقدان النصاب، وبالتالي لا جلسة ولا مَن يجلسون، بدليل «ليل الاتصالات الطويل» جداً، الذي سُجّل في طواياه كمٌّ استثنائي من المكالمات الهاتفية حثّاً للنواب كي لا يحضروا. بعضهم غاب عن السمع، والبعض الثاني «مغمغها»، أي أنه رسم دائرة من الغموض حول موقفه من الحضور أو الغياب، والبعض الثالث قال إنه سيحضر، كما قال نواب إنهم سيحددون موقفهم قبيل موعد الجلسة بقليل.

واللافت أن الحماسة من أجل المقاطعة وصلت الى حدّ توجيه نداء الى المغتربين في دنيا الانتشار الى «الضغط على النواب» كي يتغيبوا.

إلّا أن المحصلة كانت في تلبية الأكثرية (الموجبة لاكتمال النصاب) دعوة الرئيس نبيه بري، وبالتالي عُقدت الجلسة، وبدا أن هذا الواقع تكشّف عن سقوط (أو أقله فشل) رهان آخر في عداد الرهانات الكثيرة التي لم تصل الى تحقيق الغاية المنشودة من ورائها.

ولعل آية ما أسفرت عنه هذه «المواجهة» التي خيضت ضدّ الرئيس نبيه بري أنها تكشّفت عن أن الرجل يعرف أين يربح حيث يُظَنُّ أنه سيخسر. وهذه ليست المرة الأولى. كما بات مؤكّداً، هذه المرة أيضاً، أن لا اكثرية ثابتة في تركيبة هذا المجلس النيابي. فهي تارة هنا وطوراً هناك. وأنه ليس أكيداً أن دولة عربية كبرى تتدخل في كل شاردة وواردة واستطراداً وأنها غير  مهتمة إلّا في إرضاء فلان أو علان. وهذا ليس صحيحاً (وخير دليل في موقف كتلة نواب «الاعتدال» الذين كان لحضورهم ومشاركتهم دور ملحوظ في تأمين النصاب، أمس، وهم الذين غابوا عن جلسة التشريعية السابقة تضامناً مع دعاة المقاطعة أنفسهم…).

khalilelkhoury@elshark.com

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.