شروق وغروب – بقلم خليل الخوري – هل تعمّد الأميركي الفشل أو أن نتنياهو فشّله؟
أثارت كثيراً من الاهتمام الخلاصةُ التي طلع بها الرئيس نبيه بري، كنتيجة لـ «الغزوة» الأميركية في مطلع هذا الأسبوع، والتي شارك فيها الزوار الأميركيون الذين جاء التقاؤهم في لبنان، في آنٍ معاً، دليلاً على دور أميركي فوق العادة، كذلك فإن تنوع الزائرين كان هو أيضاً فوق العادة، إذ إنهم كانوا ذوي مواقع وأدوار ومهام متعددة، ولكنها تصب في هدف واحد، وهو رفع منسوب الضغط على هذا البلد الصغير المعذب. منهم موفدان رئاسيان، وأعضاء في مجلس النواب، وآخرون في مجلس الشيوخ، وعسكريون كبار، وسفراء، ناهيك بالأمنيين المنتشرين أصلاً في كل مكان.
الرئيس نبيه بري اختصر نتيجة هذا الحضور الاستثنائي بالقول: «لقد جاء الأميركيون بغير ما وعدونا به فازداد الأمر تعقيداً»…
هل هذا الكلام يفسر على أنه نعي المبادرة الأميركية على الأقل من قبل الثنائي الشيعي؟ لا نملك جواباً قاطعاً، ولكننا لا نستطيع أن نبحث عن فذلكات إيجابية في كلام يكشف الحال البائسة على ما هي عليه، وهو الصادر عن المرجع الذي استقبل الأميركي واستمع إليه وتلقى رد الاحتلال على الشروحات الإسرائيلية. وهو رد أكثر ما عبر عنه السيناتور غراهام الذي اختار منبر القصر الجمهوري ليُظهر ما في طواياه من انحياز أعمى الى الإسرائيلي، وليتبنى موقف العدو وربما يتجاوزه أحياناً الى أبعد منه بكثير. وقد كانت كلماته تنضح بالحقد والكراهية والاستسلام الى الكيان المحتل الى حد التأليه.
والسؤال الذي يطرح ذاته، بقوة، في ضوء الخلاصة الواقعية المهمة التي استنتجها الرئيس نبيه بري من النشاط الأميركي الكثيف الذي ملأ الساحة السياسية اللبنانية، وأيضاً الساحة الاجتماعية (تزيين، أزياء، سلسلة مآدب غداوات وعشاوات…) هذا السؤال الملح هو: هل إن ارتفاع منسوب التعقيد هو مدخل الى أن تفلت الأمور من عقالها، أو عساه يكون باباً يُفتح أمام تعديل في واحد من المواقف الثلاثة: الأميركي أو الإسرائيلي أو اللبناني؟
فلننتظر ونرٓ!
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.