شروق وغروب – بقلم خليل الخوري – هل تقتنع الفصائل بأن الحائط لم يعد واطياً؟

8

لفتني، أمس، خبرٌ متداوَلٌ على نطاق واسع يفيد أن الفصائل الفلسطينية سلّمت سلاحها، المتراكم في المخيمات، الى السلطات الإنتقالية في سوريا، وأن هذا التطور تم  قبل انتهاء المهلة التي حدّدها الرئيس الانتقالي أحمد الشرع.

واللافت أن هذا الإجراء ذا الدلالات المهمة جداً، قد أُنجِز من دون أي ضجيج، بعيداً عن الأضواء، على قاعدة الطلب فالتنفيذ الفوري، فلا أخذ ورد ولا مماحكات، ولا مهل قصيرة أو طويلة. ولم نسمع أن هذا الفصيل الفلسطيني قد رفض، والآخر قد اعترض والثالث قد استنكر.

طبعاً، للخبر ملحق تفصيلي بالغ الأهمية خلاصته أنه ترافق مع التنفيذ وأعقبه مغادرة معظم القيادات الفلسطينية الى خارج الأراضي السورية، ولا سيما الى لبنان، ربما على قاعدة «الأقربون أولى بالمعروف»!

ونحن نود أن نحصر حديثنا، ها هنا، بالفصل الأول من هذه المستجدات، لنسأل: لماذا، وكيف يتم تسليم سلاح المخيمات في سوريا الى السلطة بهذه السلاسة، ولماذا يُعاب على لبنان أن يمارس حقه الشرعي والقانوني والسيادي في أن يطالب الإخوة الفلسطينيين بالتخلي عن سلاحهم في المخيمات التي تحوّل بعضها الى بؤرة لإيواء المجرمين والمرتكبين والمتصارعين بالأسلحة على أنواعها فوق رؤوس السكان المدنيين الأبرياء؟

ولماذا يقتضي الأمر في لبنان الاستنجاد بالرئيس الفلسطيني ليغطي قرار لبنان تنظيف المخيمات من الأسلحة، في وقت أن لا قدرة لمحمود عبّاس على أن يقدّم النجدة، تبعاً لعدم اعتراف الكثير من الفصائل بشرعيته؟

ولماذا يأذن بعض الفصائل لنفسه أن يعلن عدم الموافقة على التخلي عن السلاح المتفلت في المخيمات والذي لا تُقتَصر تبعاته وتداعياته على أهاليها المدنيين وحسب، بل هي تطاول بأذاها الكبير لبنان كلّه؟!.

أمَا آن الأوان لألّا يبقى الحيط اللبناني واطياً، لا سيما مع عهد العماد جوزاف عون الذي يبني عليه اللبنانيون الآمال العريضة، ويحظى بثقة كبيرة في الإقليم والعالم؟

khalilelkhoury@elshark.com

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.