شروق وغروب – بقلم خليل الخوري – والآن ماذا بعد؟ وهل ثمة حلول ممكنة؟
لم يفاجئ أحداً الموقفُ الذي اتخذه وزراء الثنائي الشيعي، أمس، في قصر بعبدا، فجاء انسحاب الخماسي الوزاري (بما فيه الوزير مكي) تأكيداً على المؤكد، فالمواقف مقررة من زمان ومعروفة من زمان أيضاً، ووضع «الوزير الملك»، مكي، استقالته بتصرف رئيس الجمهورية جوزاف عون ورئيس الحكومة نواف سلام هو من باب لزوم ما لا يلزم، وبقدر ما هو إجراء لياقة من جهته هو في المقابل تأكيد على التزامه وحدة القرار الشيعي، يمكن ترجمته بالآتي: أنا أشكر ثقتكما بي لا سيما أنكما اتفقتما على توزيري، ولكن «عندما تحز المحزوزية فأنا لن أخلع جلدي الشيعي». هذا الكلام لم يصدر عن الوزير مكي حرفياً، فهو لم يقله لفظاً، إنما «قاله»، ضمناً بوضع استقالته في تصرف الرئيسين.
طبعاً، ليس الظرف مؤاتياً، اليوم، للتذكير بما كان يقوله الرئيس نواف سلام إثر تشكيل الحكومة حول وزرائه وأنه ليس بينهم حزبيون ومنتمون الى غير السلطة والدولة… ذلك أن دولته، نفسه، لم يكن مقتنعاً بكلامه، ولم يكن أحد مغشوشاً على الإطلاق حول التزام أكثر من ثلاثة أرباع الوزراء بأحزاب وكتل…
في أي حال، لقد وقعت الواقعة، اليوم، فما هي الخيارات أمام الجميع من الرئيس نبيه بري الى الرئيسين عون وسلام مروراً بالوزراء الشيعة الخمسة أنفسهم. فهل تكون الخطوة التالية اعتبارهم مستقيلين (اذا لم يبادروا ذاتياً الى الاستقالة)؟ وفي هكذا حال تجدر المبادرة سريعاً الى تعيين بدلاء. فهل هذا في المستطاع؟ علماً أن دونه عقبات تصل الى حدود الاستحالة وليس فقط الصعوبة. وهذا الواقع حاول مجلس الوزراء التخفيف من حدته، بالبيان السلس الذي تلاه وزير الإعلام عقب انتهاء الجلسة.
صحيح أن الوزراء الشيعة لم يعلنوا استقالتهم من عضوية الحكومة، ولكن مقاطعتهم الجلسة عندما بدأ قائد الجيش تلاوة بنود الخطة التي أعدتها القوات المسلحة ليس لها من تفسير سوى التزامهم قرار حزب الله التمسك بالسلاح الذي سبق للأمين العام أن وصف التخلي عنه بمثابة التخلي عن الروح.
هل وضع مجلس الوزراء كرة نار السلاح في عهدة الحزب والجيش مرة جديدة؟ وبالتالي ماذا سيكون موقف الحزب، وهل ترضيه سلاسة البيان الذي تلاه وزير الإعلام؟ وهل يستمر في المقاطعة أو يرتقي بها الى مستوى الاستقالة؟ وإذا حدث ذلك هل يحرك الحزب الشارع؟ وعندئذ هل تكون الحكومة أمام الاستقالة أو في معرض البحث عن خمسة فدائيين شيعة ليكونوا بدلاء؟ ولا يجوز التوقف هنا دون السؤال عن الموقف الأميركي الذي كان عالياً (بلسان السنتور غراهام) بعدما رشح من مجلس الوزراء ربط التنفيذ بمبادرات إسرائيلية تنفيذية متزامنة؟ واستطراداً: ما هي ردة فعل حلفاء الأميركي في لبنان؟ واستطراداً على الاستطراد: ماذا سيكون موقف العدو الإسرائيلي؟!.
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.