شروق وغروب – بقلم خليل الخوري – يا سماحةَ الشيخ نعيم «ما هكذا تُورَدُ الإبلُ»
قبل أيام تضمن المقال في «شروق وغروب» بعضاً من حوارنا شبه الأسبوعي مع الصديق الديبلوماسي الأوروبي الغربي الذي أدركنا سلفاً أنه عكسَ سوداويةً ملحوظة… وقد تلقينا عليه كمّاً لا بأس به من الردود والاتصالات التي رأى أصحابها أن المقال كان على تشاؤم واضح، والبعض قال لنا: «لقد خفنا»(…). ولم يمضِ إلّا يومان حتى أطل علينا أمين عام حزب الله سماحة الشيخ نعيم قاسم بخطبته الكربلائية التي كأنها جاءت لتؤكد على ما تضمنه المقال المذكور أعلاه، لا بل تجاوزته من خلال التصعيد الذي تعمّده سماحته في الشكل وفي المضمون. وكان، ولا يزال، في ودّنا أن نقول للأمين العام «ما هكذا تورد الإبل» يا شيخ نعيم.
نحن نعرف أن في أجواء حزب الله والبيئة الشيعية الكريمة مزيجاً من الخيبة والقهر والشعور بالاستهداف الى الطعم المرّ جراء تداعيات الحرب الهائلة الأخيرة، لذلك نقول بأن من الضروري أن نتفهم بعضُنا بعضاً إذا كنّا لا نزال نريد أن نعيش معاً في وطن واحد فإن واجب الوجود لذلك هو في أن نكون جميعاً تحت ظلال الدولة، راعية الكلّ ومحتضنة الكلّ، لا سيما المسؤولين الحاليين الذين يقودونها، ليس لأنهم أنصاف آلهة، بل لأن حزب الله والثنائي الشيعي عموماً، كانوا في أساس من أوصل التركيبة الحاكمة الحالية الى سدة المسؤولية انتخاباً رئاسياً ثم ثقةً حكوميةً.
طبعاً هذا لا يعني القبول، تحت أي سببٍ وذريعة، بأن يرمي سماحة السيد نعيم قاسم لبنان واللبنانيين بشظايا خطابه الناري، وبالأسلوب الذي اعتمده وفيه الكثير من اللامألوف واللامقبول في أي حال… ثم إنه من الضروري تذكير سماحته بأنه كان، ولا يزال (في الحكومتين السابقة والحالية) شريكاً كامل الشراكة مع الأطراف التي هو على عداء معها، علماً أن الحكومتين موافقتان على قرار وقف إطلاق النار الذي تتخذ السلطة الحالية قراراتها من حيثياته…
وأخيراً وليس آخراً إذا كان مطلوباً من الآخرين تفهم هواجس الحزب وبيئته أوليس مطلوباً منهما (الحزب والبيئة) أن يتفهما هواجس الغير، وما أكثرها؟!.
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.