شروق وغروب – بقلم خليل الخوري – يحاولون محاصرة العهد بتواطؤ الداخل والخارج
تأملنا خيراً في عهد الرئيس العماد جوزاف عون، ولا نزال. وبنينا عليه الآمال العريضة، ولا نزال. ولكننا من اليوم الأول لانتخابه واستلام مقاليد رئاسة الجمهورية كتبنا محذرين وما زلنا نحذر من «الجماعة السياسية»، وهي التسمية التي يطلقها غبطة البطريرك بشارة الراعي على الطاقم السياسي الذي لم يعرف لبنان، في تاريخه الحديث، مَن يجاري أعضاءه أنانية وفساداً وإجراماً. ولا نعمم بالطبع، إلّا أن نسبة الاستثناء محدودة جداً الى حد الندرة.
فور وصول جوزاف عون الى سدة الرئاسة بدأ تنفيذ المخططات للعرقلة والتفشيل ومحاولة تعديل الصورة المشرقة للرجل.
والأكثر خطورةً وأشد ضرراً أن هذا كله تم ويتم تحت ستار من الرياء والنفاق، إذ إن أكثر الساعين الى الإساءة هم الذين يزعمون أنهم يؤيدون ويدعمون ويساندون ويسهلّون…
يتوافق هذا النهج السلبي بالغ الضرر مع الضغط الإقليمي والخارجي الذي يبلغ به الشطط الى حدّ وضع العهد تحت تحرّج كبير. والمثال الأبرز على ذلك هو في، «تجلّيات» توما البراك، الذي لم يوفر في انتقاداته الجارحة عهداً ورئيساً، وحكومة وجيشاً…
طبعاً لم يكن منتظراً من البراك إلا أن يعكس موقف رئيسه، دونالد ترامب، المعروف على رؤوس الأشهاد… ولكن سبق للأميركي أن أعلن عن تفهمه دقة وحساسية الظروف الاستثنائية التي يمر فيها لبنان، والمستجدات المتسارعة في المنطقة التي تلقي بأثقال تداعياتها على لبنان. ولكنه مضى في مسار آخر لا يراعي فيه الحقائق الكبرى. ولا شك في أن واشنطن تدرك جيداً (ما يعرفه الجميع في لبنان) أن التعامل مع حصرية السلاح على الطريقة التي يريدها الرئيس دونالد ترامب وبعض القيادات اللبنانية ليس إلّا انتحاراً موصوفاً… ومع ذلك طلع علينا البراك بنظريته الخطرة…
والأنكى من هذا كله أن الطاقم السياسي المطلوب منه في هذه اللحظة الحاسمة الالتفاف حول العهد، هو في وارد آخر… فكل طرف يسعى الى مصالحه، وهذا أمر طبيعي إلا عندما يكون على حساب مصلحة الوطن العليا، وأنه لكذلك. وفي هذا السياق لا يستبعد مراقبون رصينون أن يذهب بعض الأطراف الى بروباغندا الاستقالة من الحكومة في ما قبل الاستحقاق الانتخابي النيابي، وأن يذهب بعضهم الى توترات تصل الى حافة الفتنة الطائفية!
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.