شروق وغروب – بقلم خليل الخوري – «يوم بالغ الصعوبة» في الكيان المحتلّ
لفّ القلق والإرباك دولة الاحتلال، أمس، التي أجمع قادتها وكياناتها على موقف واحد وهو اعتبار العملية الجهادية في قطاع غزة الأكثر إيلاماً للإحتلال في مجريات الحرب على القطاع منذ الحرب عليه في الثامن من تشرين الأول ٢٠٢٣ وحتى اليوم. وقلّما أجمعت أطياف الكيان المحتل على أمر كما أجمعت، أمس، على الاعتراف بالنكسة الكبيرة التي تمثلت بالهجوم على دورية للعدو ما أسفر عن سقوط سبعة قتلى عسكريين بينهم ضابط في جيش الاحتلال الذي اعترف الناطق باسمه بِـ «أننا فشلنا في إنقاذ الجنود في غزة»، ليصف الوضع في القطاع بأنه «صعب للغاية».
وباستثناء بنيامين نتنياهو وبضعة أنفار من المحيطين به، تبين أن ثمة إجماعاً على أن لا حسم للحرب على غزة «إلّا باتفاق»، ليضيف الكثيرون قائلين: ومَن لا يسعى الى الاتفاق يكنْ يقدم مصالحه الشخصية، كما يكون متخلياً عن الأسرى. وهذا اتهام مباشر موجه الى نتنياهو.
ومن وزيرة النقل الى آخر مسؤول حكومي في الكيان العبري يعترفون قائلين: «إننا ندفع ثمناً باهظاً في غزة». وحده رئيس حكومة الاحتلال يرفض الحل السياسي في غزة بالرغم من اعترافه، أمس، بأنهم «يمرون في يوم حزين» جرّاء العملية النوعية التي نفذها رجال المقاومة. ويؤكد أنه يوم بالغ الصعوبة.
واللافت ارتفاع أصوات مسؤولين عبريين ينادون بالحاجة الى «ترامب إسرائيلي» يوقف الحرب ويتجه الى المفاوضات. مع الملاحظة أن الرئيس الأميركي قال، أمس، أن ضرب القوات الأميركية ثلاثي المنشآت النووية في إيران يمهد لإنهاء أزمة الرهائن في غزة، ولكنه لم يكشف كيف يكون ذلك، وهل بعملية عسكرية إسوة بما أقدم عليه في إيران؟
وأما الكلام على وقف القتال بين إيران والكيان العبري فيدور في دوامة من التفسيرات بين طرفَين شديدَي التناقض: فثمة مّن يرى أن مجرد استمرار النظام هو انتصار للقيادة الإيرانية، ومَن يرى العكس تماماً، وهو أن قيام إيران من تحت ركام الحرب ليس ممكناً في المستقبل المنظور… وفي تقديرنا أن القولَين على مبالغة. وإذا كان صحيحاً أن مشروع إيران النووي قد تأخر وهو صحيح بالتأكيد، ولكن الأكثر صحة هو أن القدرة على استئناف العمل فيه متوافرة بالتأكيد، وفق ما يجمع عليه الخبراء، وإنْ بعد أشهر.
يبقى أن العنصر الأبرز في هذا السياق هو قرار طهران الانسحاب من منظمة الطاقة النووية، إسوةً بتل أبيب، وهي تتهم المنظمة بالانحياز الكامل الى جانب الإسرائيلي. وهذا قرار ستترتب عليه تداعيات عدة.
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.